فزعم أنه أحفظ مني. فقلت: لا تطول. نتقدم إلى دكان وراق، ونضع القبان، ونزن من الكتب ما شئت، ثم يلقى علينا، فنذكره قال: فبقي (1).
الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ، يقول: ما رأيت أحدا أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العباس بن عقدة (2).
وبه إلى الخطيب أبي بكر: حدثني محمد بن علي الصوري، سمعت عبد الغني بن سعيد، سمعت أبا الفضل الوزير، يقول: سمعت علي بن عمر - وهو الدارقطني - يقول: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمن عبد الله ابن مسعود إلى زمن أبي العباس بن عقدة أحفظ منه (3).
وأنبأنا ابن علان، عن القاسم بن علي، أخبرنا أبي، أخبرنا هبة الله ابن الأكفاني، أخبرنا عبد العزيز بن أحمد، حدثنا العلاء بن حزم، حدثنا علي بن بقاء، حدثنا عبد الغني فذكرها، ثم قال عبد الغني: وسمعت أبا همام محمد بن إبراهيم، يقول: ابن جوصا بالشام كابن عقدة بالكوفة (4).
قلت: يمكن أن يقال: لم يوجد أحفظ منه وإلى يومنا وإلى قيام الساعة بالكوفة، فأما أن يكون أحد نظيرا له في الحفظ، فنعم، فقد كان بها بعد ابن مسعود وعلي، وعلقمة، ومسروق، وعبيدة، ثم أئمة حفاظ كإبراهيم النخعي، ومنصور، والأعمش، ومسعر، والثوري، وشريك، ووكيع، وأبي نعيم، وأبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير،