سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ٢٥٣
آخرهم موتا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، الدمشقي.
وثقه أبو بكر الخطيب وغيره (1).
وإنما طلب هذا الشأن في الكهولة، ولو أنه سمع في حداثته لصار أسند أهل زمانه.
ولد سنة ثلاثين ومئتين.
وتوفي في شهر رمضان سنة ثلاثين وثلاث مئة.
أخبرنا أبو الفضل بن تاج الامناء، أنبأنا عبد المعز بن محمد، وزينب بنت أبي القاسم، قالا: أخبرنا زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو سعيد الكنجروذي (2)، حدثنا محمد بن أحمد الحافظ، حدثنا محمد بن يوسف الهروي بدمشق، أخبرنا محمد بن حماد، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي هارون العبدي، وعن معاوية بن قرة (3)، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد، قال: " ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلاء يصيب هذه الأمة، حتى لا يجد أحد ملجأ، فيبعث [الله] من عترتي رجلا يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدع السماء من قطرها شيئا إلا صبته مدرارا، ولا تدع الأرض من نباتها، شيئا إلا أخرجته، حتى يتمنى الاحياء الأموات، يعيش في ذلك سبع سنين أو ثمان أو تسع سنين " (4).

(1) انظر " تاريخ بغداد ": 3 / 405.
(2) بفتح الكاف، وسكون النون، وفتح الجيم، وضم الراء، بعدها الواو، وفي آخرها الدال المعجمة. هذه النسبة إلى " كنجروذ "، وهي قرية على باب نيسابور.
انظر " الأنساب ": 10 / 479 وفيه كنية " أبو سعد " وكذلك في " العبر " 3 / 230.
(3) ساقطة في الأصل.
(4) أخرجه البغوي في " شرح السنة " 15 / 85 بتحقيقي من طريق أبي هارون العبدي، على معاوية بن قرة بهذا الاسناد. وأبو هارون العبدي - واسمه عمارة بن جوين - متروك، وبعضهم كذبه، وأخرجه الحاكم 4 / 557 من طريق آخر بلفظ " لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما وجورا وعدوانا، ثم يخرج من أهل بيتي من يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا " وصححه ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»