سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٤٨١
لازم ثعلبا والمبرد، وبرع في العربية وما أظنه صنف شيئا (1)، وهذا هو الأخفش الصغير.
روى عنه: المعافى الجريري، والمرزباني، وغيرهما.
وكان موثقا.
وكان بينه وبين ابن الرومي وحشة، فلابن الرومي فيه هجو في مواضع من ديوانه (2)، وكان هو يعبث بابن الرومي، ويمر ببابه فيقول كلاما يتطير منه ابن الرومي، ولا يخرج يومئذ.
وقد سار الأخفش إلى مصر سنة سبع وثمانين ومئتين، فأقام إلى سنة ست وثلاث مئة، وقدم إلى حلب، وغيره أوسع في الآداب منه.
قال ثابت بن سنان: كان يواصل المقام عند ابن مقلة قبل الوزارة، فشفع له عند ابن عيسى الوزير في تقرير رزق، فانتهره [الوزير انتهارا شديدا] فتألم ابن مقلة، ثم آل الحال بالأخفش إلى أن أكل السلجم (3) نيئا. مات فجأة في شعبان سنة خمس عشرة وثلاث مئة. وقيل: سنة ست عشرة.
وكان بدمشق قبل الثلاث مئة الأخفش المقرئ (4)، صاحب ابن ذكوان.

(١) كيف يكون هذا وقد قال ابن النديم في " الفهرست " ص 123: " وله من الكتب كتاب الأنواء، وكتاب التثنية والجمع، وكتاب الجراد ". وانظر أيضا " هدية العارفين " 1 / 676.
(2) من ذلك قصيدته التي ذكرها ياقوت في " معجمه " والتي مطلعها:
ألا قل لنحويك الأخفش * أنست فأقصر ولا توحش وما كنت عن غيه مقصرا * وأشلاء أمك لم تنبش (3) السلجم بالسين المهملة: نبات معروف، أو ضرب من البقول يؤكل.
(4) هو أبو عبد الله، هارون بن موسى بن شريك التغلبي، شيخ القراء بدمشق، يعرف بالأخفش الدمشقي، أو أخفش باب الجابية. ذكر المؤلف في " طبقات القراء " وقال: كان ثقة معمرا. توفي سنة 292 ه‍. انظر في ترجمته: " طبقات القراء ": 2 / 347، و " مرآة الجنان ": 2 / 220.
(٤٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 476 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 ... » »»