سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٤٤٥
الشيخ رشيد الدين أحمد بن مسلمة: أنبأنا أبو الفتح بن البطي، عن أبي نصر الزينبي، أخبرنا الذهبي، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، حدثنا يحيى بن سغيد، عن شعبة، أخبرني أبو جمرة، سمعت ابن عباس يقول: قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرهم بالايمان بالله قال: " تدرون ما الايمان بالله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تعطوا الخمس من المغنم ". متفق على ثبوته (1)، أخرجه أبو داود عن الإمام أحمد.
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد اليونيني (2)، وأبو العباس أحمد

(١) هو في " المسند " ١ / ٢٢٨، وأخرجه البخاري: ١ / ١٢٠، ١٢٥ في الايمان:
باب أداء الخمس من الايمان، وفي العلم: باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس على أن يحفظوا الايمان والعلم ويخبروا من وراءهم، وفي مواقيت الصلاة: باب قول الله تعالى (منيبين إليه واتقوه) وفي الزكاة: باب وجوب الزكاة، وفي الجهاد: باب أداء الخمس من الدين، وفي الأنبياء: باب نسبة اليمن إلى إسماعيل، وفي الأدب: باب قول الرجل مرحبا، وفي خبر الواحد: باب وصاة النبي صلى الله عليه وسلم وفود العرب أن يبلغوا من وراءهم، وفي التوحيد: باب قول الله تعالى (والله خلقكم وما تعملون). ومسلم (١٧) في الايمان: باب الأمر بالايمان بالله تعالى، وفي الأشربة: باب النهي عن الانتباذ في المزفت، وأبو داود (٣٦٩٢) في الأشربة: باب في الأوعية، و (٤٦٧٧) في السنة: باب في رد الارجاء، والنسائي: ٨ / ٣٢٣ في الأشربة: باب الاخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر، وباب خليط البلح والزهو، وباب خليط البسر والتمر، وباب ذكر الدلالة على النهي للموصوف من الأوعية، والترمذي (٢٦١١) في الايمان: باب ما جاء في إضافة الفرائض إلى الايمان.
(2) هو علي بن محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن محمد ابن محمد بن محمد الإمام المحدث، الفقيه الأوحد، بقية السلف، شرف الدين أبو الحسين بن الإمام الرباني الفقيه أبي عبد الله اليونيني الحنبلي. قال الذهبي: شيخنا ومفيدنا، ولد في رجب سنة إحدى وعشرين وستمئة، وسمع من البهاء عبد الرحمن حضورا، ومن ابن الصباح، وابن الزبيدي، وابن اللتي، ومكرم، وعبد الواحد بن أبي المضاء، وابن رواج وخلق سواهم بمصر والشام، واستنسخ صحيح البخاري، وحرره، حدثني أنه قابله في سنة واحدة، وأسمعه إحدى عشرة مرة، وروى الكثير. وكان شيخا مهيبا منورا، حلو المجالسة، كثير الإفادة، قوي المشاركة في العلوم، حسن البشر، مليح التواضع، أكثرت عنه ببعلبك، وبدمشق توفي سنة 107 ه‍. معجم الشيوخ الورقة 99 / 2.
ونسخة اليونيني من صحيح البخاري هي أعظم أصل يوثق به، ويطمأن إليه، فإنه رحمه الله قد عقد مجالس في دمشق لاسماع صحيح البخاري بحضرة النحوي الكبير ابن مالك الطائي، ويحضره جماعة من الفضلاء، وجمع منه أصولا معتمدة، وكان اليونيني في هذه المجالس شيخا قارئا مسمعا، وكان ابن مالك وهو أكبر منه بأكثر من عشرين سنة تلميذا، سامعا، راويا. هذا من جهة الرواية والسماع على عادة العلماء السابقين الصالحين في التلقي عن الشيوخ الثقات الاثبات، وإن كان السامع أكبر من الشيخ. وكان اليونيني في هذه المجالس نفسها تلميذا مستفيدا من ابن مالك فيما يتعلق بضبط ألفاظ الكتاب من جهة العربية والتوجيه والتصحيح.
والأصول المعتمدة التي قابل عليها الحافظ اليونيني ومن معه قد بينها هو في ثبت السماع الذي نقله القسطلاني في شرحه، ونقله عنه مصححو الطبعة السلطانية التي طبعت بمصر في سنتي 1311 1313 ه‍.
(٤٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 ... » »»