سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٨٨
وقال: لله خلق كثير يمشون على الماء، لا قيمة لهم عند الله، ولو نظرتم إلى من أعطي من الكرامات حتى يطير، فلا تغتروا به حتى تروا كيف هو عند الأمر والنهي، وحفظ الحدود والشرع (1).
وله هكذا نكت مليحة، وجاء عنه أشياء مشكلة لا مساغ لها، الشأن في ثبوتها عنه، أو أنه قالها في حال الدهشة والسكر (2)، والغيبة والمحو، فيطوى، ولا يحتج بها (3)، إذ ظاهرها إلحاد، مثل: سبحاني، وما في الجبة إلا الله. ما النار؟ لأستندن إليها غدا، وأقول: اجعلني فداء لأهلها، وإلا بلعتها (4). ما الجنة؟ لعبة صبيان، ومراد أهل الدنيا. ما المحدثون؟
إن خاطبهم رجل عن رجل، فقد خاطبنا القلب عن الرب (5).
وقال في اليهود: ما هؤلاء؟ هبهم لي، أي شئ هؤلاء حتى تعذبهم؟.

(١) انظر: حلية الأولياء: ١٠ / ٤٠.
(٢) المقصود بالسكر هنا: الشوق والوله بالله تعالى، وقد ورد في " الحلية ": ١٠ / ٤٠ ما يوضح ذلك: " كتب يحيى بن معاذ إلى أبي يزيد: سكرت من كثرة ما شربت من كأس محبته.
فكتب أبو يزيد في جوابه: سكرت وما شربت من الدرر، وغيري قد شرب بحور السماوات والأرض وما روي بعد، ولسانه مطروح من العطش، ويقول: هل من مزيد؟ ".
(٣) للأسف، فإن جماعة من الناس في عصرنا هذا يتعلقون بمثل هذه الهنات، ويشيعونها، فهم يسيئون بقصد أو بغير قصد.
(٤) في " الميزان ": " أو لأبلغنها ".
(٥) ميزان الاعتدال ٢ / 346.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»