سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٥٢١
قال ابن أبي حاتم: كتب إلي عبد الله بمسائل أبيه، وبعلل الحديث (1).
وقال أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي: لم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه من عبد الله بن أحمد، لأنه سمع منه " المسند "، وهو ثلاثون ألفا، و " التفسير "، وهو مئة ألف وعشرون ألفا، سمع منه ثمانين ألفا، والباقي وجادة (2)، وسمع " الناسخ والمنسوخ " و " التاريخ "، و " حديث شعبة "، و " المقدم والمؤخر في كتاب الله "، و " جوابات القرآن "، و " المناسك الكبير " و " الصغير "، وغير ذلك من التصانيف، وحديث الشيوخ. قال: وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال وعلل الحديث، والأسماء والكنى، والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها، ويذكرون عن أسلافهم الاقرار له بذلك، حتى إن بعضهم أسرف في تقريطه إياه بالمعرفة، وزيادة السماع للحديث على أبيه (3).

(١) الجرح والتعديل: ٥ / ٧.
(٢) الوجادة: أن يجد طالب العلم أحاديث بخط راويها، سواء لقيه أو سمع منه، أو لم يلقه ولم يسمع منه، أو أن يجد أحاديث في كتب لمؤلفين معروفين، ولا يجوز له أن يرويها عن أصحابها، بل يقول: وجدت بخط فلان، إذا عرف الخط ووثق منه، أو يقول: قال فلان، أو نحو ذلك.
وفي " مسند " أحمد شئ كثير من ذلك، نقلها عنه ابنه عبد الله، يقول فيها: وجدت بخط أبي في كتابه.
وجزم غير واحد من المحققين بوجوب العمل بالوجادة عند حصول الثقة بما يجده، أي:
يثق بأن هذا الخبر أو الحديث بخط الشيخ الذي يعرفه، أو يثق بأن الكتاب الذي ينقل منه ثابت النسبة إلى مؤلفه، ولا بد بعد ذلك من اشتراط أن يكون المؤلف ثقة مأمونا، وأن يكون إسناد الخبر صحيحا حتى يجب العمل به.
والوجادة الجيدة، المستوفية للشروط السابقة، لا تقل في الثقة عن الإجازة بأنواعها، والكتب الأصول الا مات في السنة وغيرها، تواترت روايتها إلى مؤلفيها بالوجادة ومختلف الأصول الخطية العتيقة الموثوق بها.
(٣) انظر تهذيب التهذيب: ٥ / 142 - 143.
(٥٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 526 ... » »»