سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٥٠٠
فتمعكت في التراب، فصليت، فلما أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكرت ذلك له، فقال: " إنما كان يكفيك "، وضرب بيديه إلى الأرض، ثم نفخ فيهما، ومسح بهما وجهه وكفيه. فقال عمر: اتق الله يا عمار. فقال: يا أمير المؤمنين! إن شئت - لما جعل الله علي من حقك - لا أحدث به أحدا.
رواه البخاري (1) من حديث شعبة، ثم قال: وقال النضر، عن شعبة، عن الحكم... وذكره. فقد وصله الحسين أحد الاثبات.
ذكره الحاكم، فقال: أحد أركان الحديث وحفاظ الدنيا، رحل، وأكثر السماع، وصنف " المسند "، و " الأبواب "، و " التاريخ "، و " الكنى "، ودونت في الدنيا.
قلت: ولد سنة بضع عشرة ومئتين.
وسمع: إسحاق بن راهويه، وسهل بن عثمان، ومنصور بن أبي مزاحم، وعمرو بن زرارة، والحسين بن الضحاك، وسريج بن يونس، وأبا مصعب، وأبا معمر الهذلي، وأبا بكر بن أبي شيبة، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بن عباد المكي، وعبيد الله بن عمر القواريري، وإبراهيم ابن محمد الشافعي، وطبقتهم بخراسان والحرمين والعراق، وتقدم في هذا الشأن.
حدث عنه: محمد بن إسماعيل البخاري شيخه، وزكريا بن محمد ابن بكار، وأحمد بن محمد بن عبيدة، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي، ويحيى بن محمد العنبري، ومحمد بن يعقوب الشيباني، وآخرون.

(1) 1 / 376، 377 في التيمم: باب التيمم للوجه والكفين.
(٥٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 ... » »»