وقد عمل الوزارة لأبي العباس قبل أن يستخلف، فوجده فوق ما في النفس، فرد أعباء الأمور إليه، وبلغ من الرتبة ما لم يبلغه وزير، وكان عديم النظير في السياسة والتدبير والاعتناء بالصديق. اختفى مرة عند تاجر، فلما وزر، وصله في يوم بمئة ألف دينار من غلة عظيمة باعه إياها برخص، فربح فيها مئة ألف دينار (1).
وقد علم لإسماعيل القاضي في ساعة على ستين قصة.
وكان مولده سنة ست وعشرين ومئتين.
وعند دفنه، قال ابن المعتز:
هذا أبو القاسم في لحده * قفوا انظروا كيف تزول الجبال (2) وقال أيضا فيه:
وما كان ريح المسك ريح حنوطه * ولكنه هذا الثناء المخلف وليس صرير النعش ما تسمعونه * ولكنه أصلاب قوم تقصف (3)