سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٤٤٤
وقال أبو سهل بن زياد: سمعت أحمد الأبار يقول: بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والامر بالمعروف، والنهي عن المنكر (1).
وقال أحمد بن جعفر بن سلم: سمعت الأبار يقول: كنت بالأهواز، فرأيت رجلا قد حف شاربه - وأظنه قال: قد اشترى كتبا وتعين للفتيا - فذكر له أصحاب الحديث، فقال: ليسوا بشئ، وليس يسوون شيئا. فقلت:
أنت لا تحسن تصلي. قال: أنا؟ قلت: نعم، أيش تحفظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتحت ورفعت يديك؟ فسكت (2)، قلت: فما تحفظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجدت؟ فسكت، فقلت (3): ألم أقل: إنك لا تحسن تصلي؟ (4) فلا تذكر أصحاب الحديث (5).
قال الخطيب: توفي الأبار يوم النصف من شعبان، سنة تسعين ومئتين (6).
قلت: عاش نيفا وثمانين سنة. وله تاريخ مفيد رأيته. وقد وثقه الدارقطني، وجمع حديث الزهري.

(١) تاريخ بغداد: ٤ / ٣٠٦.
(٢) زاد ابن عساكر هنا: " فقلت له: فأيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضعت يديك على ركبتيك؟ فسكت ".
(٣) وزاد هنا ابن عساكر: " مالك لا تتكلم؟ ".
(٤) وزاد هنا ابن عساكر أيضا: " أنت إنما قيل: تصلي الغداة ركعتين، والظهر أربعا، فالزم ذا خير لك من أن تذكر أصحاب الحديث، فلست بشئ، ولا تحسن شيئا ".
(٥) تاريخ ابن عساكر: خ: ٢ / ١٨ ت (٦) تاريخ بغداد: ٤ / 307.
(٤٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 ... » »»