سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٥٤٦
هؤلاء المتعاصرين، وله تصانيف كثيرة تؤذن بذكائه، وكثرة اطلاعه على الملل والنحل.
ومنهم المتكلم البارع:
176 - أبو المعتمر معمر بن عمرو * وقيل: ابن عباد، البصري السلمي مولاهم العطار، المعتزلي.
وكان يقول: في العالم أشياء موجودة لا نهاية لها، ولا لها عند الله عدد ولا مقدار. فهذا ضلال، يرده قوله تعالى: [وأحصى كل شئ عددا] [الجن: 28] وقال: [وكل شئ عنده بمقدار] [الرعد: 8].
ولذلك قامت عليه المعتزلة بالبصرة، ففر إلى بغداد، واختفى عند إبراهيم ابن السندي.
وكان يزعم أن الله لم يخلق لونا، ولا طولا، ولا عرضا، ولا عمقا، ولا رائحة، ولا حسنا، ولا قبحا، ولا سمعا ولا بصرا، بل ذلك فعل الأجسام بطباعها، فعورض بقوله تعالى: [خلق الموت والحياة]، [الملك: 2]، فقال: المراد خلق الإماتة والاحياء، وقال: النفس ليست جسما ولا عرضا، ولا تلاصق شيئا، ولا تباينه، ولا تسكن.
وكان بينه وبين النظام مناظرات ومنازعات، وله تصانيف في الكلام.
وهلك فيما ورخه محمد بن إسحاق النديم سنة خمس عشرة ومئتين.
ومنهم:

* طبقات المعتزلة: ٥٤ - ٥٦، الفهرست لابن النديم: 207.
(٥٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 541 542 543 544 545 546 547 548 549 550 551 ... » »»