سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٥٤٥
النار لا حر فيها، ولا في الثلج برد، ولا في العسل حلاوة، وإنما يخلق ذلك عند الذوق واللمس.
وقال المروذي: قال أحمد بن حنبل: شهدت على ضرار بن عمرو عند سعيد بن عبد الرحمن، فأمر بضرب عنقه، فهرب.
وقال حنبل: دخلت على ضرار ببغداد، وكان مشوها وبه فالج، وكان معتزليا، فأنكر الجنة والنار، وقال: اختلف فيهما: هل خلقتا بعد أم لا؟
فوثب عليه أصحاب الحديث، وضربوه.
وقال أحمد بن حنبل: إنكار وجودهما كفر، قال تعالى: [النار يعرضون عليها غدوا وعشيا]. [غافر: 46].
قال أحمد: فهرب. قالوا: أخفاه يحيى بن خالد حتى مات.
قلت: فهذا يدل على موته في زمن الرشيد.
فأما حكاية جنيد، فيكون حكاها عن أحمد.
وأيضا فإن حفصا الفرد الذي كفره الشافعي في مناظرته من تلامذة ضرار.
قال ابن حزم: كان ضرار ينكر عذاب القبر.
وقال أبو همام السكوني: شهد قوم على ضرار بأنه زنديق، فقال سعيد: قد أبحت دمه، فمن شاء فليقتله. قال: فعزلوا سعيدا من القضاء، فمر شريك القاضي، ورجل ينادي: من أصاب ضرارا، فله عشرة آلاف. فقال شريك: الساعة خلفته عند يحيى البرمكي - أراد شريك أن يعلم أنهم ينادون عليه وهو عندهم -.
قلت: لمثل هذا تكلم الناس في دين البرامكة، وضرار أكبر من
(٥٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 550 ... » »»