سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٥٢٤
بالربضي أمانا، فرد إلى قرطبة (1).
قال عبد الله بن محمد بن جعفر: رأيت يحيى بن يحيى نازلا عن دابته، ماشيا إلى الجامع يوم جمعة، وعليه عمامة ورداء متين، وأنا أحبس دابة أبي (2).
قال أبو القاسم بن بشكوال الحافظ (3): كان يحيى بن يحيى مجاب الدعوة، قد أخذ نفسه في هيئته ومقعده هيئة مالك الامام بالأندلس، فإنه عرض عليه قضاء الجماعة، فامتنع، فكان أمير الأندلس لا يولي أحدا القضاء بمدائن إقليم الأندلس، إلا من يشير به يحيى بن يحيى، فكثر لذلك تلامذة يحيى بن يحيى، وأقبلوا على فقه مالك، ونبذوا ما سواه (4).
نقل غير واحد وفاة يحيى بن يحيى في شهر رجب سنة أربع وثلاثين ومئتين. وبعضهم قال: في سنة ثلاث (5). والأول أصح.
أخبرنا بكتاب " الموطأ " الامام المعمر مسند المغرب أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطائي (6) كتابة من مدينة تونس، قال: أخبرنا

(1) " تاريخ علماء الأندلس " 2 / 180.
(2) " تاريخ علماء الأندلس " 2 / 180.
(3) في " تاريخه " كما صرح بذلك ابن خلكان في " وفيات الأعيان " 6 / 146.
(4) وانظر " جذوة المقتبس " للحميدي: 283، 284، و " وفيات الأعيان " 6 / 144، 145.
(5) " تاريخ علماء الأندلس " 2 / 180، 181.
(6) ترجمه المؤلف في " مشيخته " ورقة 68 / 2، فقال: عبد الله بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد العزيز، العلامة المعمر أبو محمد الطائي القرطبي المالكي الكاتب البليغ. ولد بقرطبة سنة ثلاث وست مئة. وسمع " الموطأ " كله من القاضي أبي القاسم بن بقي في سنة عشرين وست مئة، وقرأ " كامل " المبرد على ابن بقي، وتلا بالسبع على أبي العلى إدريس بن محمد الأنصاري صاحب أبي جعفر أحمد بن خلصة. روى عنه أبو حيان النحوي، وأبو عبد الله الوادي آشي، وأبو العباس الخشاب، وأبو مروان. وكتب إلينا بمروياته في سنة سبع مئة. وتوفي في ذي القعدة سنة اثنتين وسبع مئة، وعلى هذا فقد تغير قبل موته تغير الهرم.
(٥٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 519 520 521 522 523 524 525 526 527 528 529 ... » »»