سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٥١٧
يحيى بن يحيى الحج، فاستأذن عبد الله بن طاهر الأمير، فقال: أنت من الاسلام بالعروة الوثقى، فلا آمن أن تمتحن، فتصير إلى مكروه، فهذا الاذن، وهذه النصيحة. فقعد.
وبلغنا أن يحيى أوصى بثياب بدنه لأحمد بن حنبل، فلما قدمت على أحمد، أخذ منها ثوبا واحدا للبركة، ورد الباقي، وقال: إنه ليس تفصيل ثيابه من زي بلدنا (1).
قال محمد بن عبد الوهاب، وغيره: مات يحيى بن يحيى في أول ربيع الأول سنة ست وعشرين ومئتين.
وقال أبو عمرو المستملي: سمعت أبا أحمد الفراء يقول: أخبرني زكريا بن يحيى بن يحيى قال: أوصى أبي بثياب جسده لأحمد، فأتيته بها في منديل، فنظر إليها، وقال: ليس هذا من لباسي، ثم أخذ ثوبا واحدا، ورد الباقي (2).
قال محمد بن عبد الوهاب: وسمعت الحسين بن منصور، سمعت عبد الله بن طاهر الأمير يقول: رأيت في النوم في رمضان كأن كتابا أدلي من السماء، فقيل لي: هذا الكتاب [فيه] اسم من غفر له، فقمت، فتصفحت فيه، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم. يحيى بن يحيى.
قال الحاكم: سمعت أبي: سمعت أبا عمرو العمروي والي البلد يقول: بينا أنا نائم ذات ليلة على السطح، إذ رأيت نورا يسطع إلى السماء، من قبر في مقبرة الحسين، كأنه منارة بيضاء، فدعوت بغلام لي رام،

(1) " تهذيب الكمال " لوحة 1524.
(2) " تهذيب الكمال " لوحة 1524.
(٥١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 ... » »»