سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٥٤٢
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خصلتان لا تجتمعان في منافق: حسن سمت، وفقه في الدين " (1).
قال أبو عيسى: تفرد به خلف، ولا أدري كيف هو.
قال الحاكم في " تاريخه ": سمعت محمد بن عبد العزيز المذكر، سمعت محمد بن علي البيكندي يقول: سمعت مشايخنا يذكرون أن السبب لثبات ملك آل سامان، أن أسد بن نوح خرج إلى المعتصم، وكان شجاعا عاقلا، فتعجبوا من حسنه وعقله، فقال له المعتصم: هل في أهل بيتك أشجع منك؟ قال: لا، قال: فهل فيهم أعلم وأعقل منك؟ قال: لا، فلم يعجب المعتصم، ثم سأله: لم قلت؟ قال: لأنه ليس في أهل بيتي من وطئ بساط أمير المؤمنين ورآه غيري، فاستحسن ذلك، وولاه بلخ، فكان يتولى الخطبة بنفسه، ثم سأل عن علماء بلخ، فذكروا له خلف بن أيوب، فتحين مجيئه، للجمعة، وركب إلى ناحيته، فلما رآه، ترجل وقصده، فقعد خلف، وخمر وجهه، فقال له: السلام عليكم، فأجابه، ولم ينظر إليه، فرفع الأمير رأسه إلى السماء، وقال: اللهم إن هذا العبد الصالح يبغضنا فيك.
ونحن نحبه فيك، ثم ركب. قال: ومرض خلف، فعاده الأمير أسد،

(1) الترمذي (2685) في العلم: باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، وفي خلف بن أيوب يقول الخليلي في " الارشاد ": صدوق مشهور كان يوصف بالستر والصلاح والزهد وكان فقيها على رأي الكوفيين، وذكره ابن حبان في " الثقات " ونقم عليه الارجاء - وهو ليس بجرح - وقال ابن أبي حاتم بعد أن ذكر شيوخه والاخذين عنه: وسألت أبي عنه، فقال: يروي عنه: وباقي رجال الاسناد ثقات. ولم ينفرد ابن أيوب به، بل ورد من طريقين آخرين أحدهما عن أنس أشار إليه العقيلي في " الضعفاء " لوحة 123، والثاني رواه ابن المبارك في " الزهد " ورقة 75 / 1 من طريق معمر، عن محمد بن حمزة بن عبد الله بن سلام مرفوعا به، فالحديث أقل أحواله أن يكون حسنا.
(٥٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 537 538 539 540 541 542 543 544 545 546 547 ... » »»