سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٥١٢
قال عبد الله بن يحيى بن معاوية الهاشمي: أدركت ثلاث طبقات، أحدها طبقة سعيد بن عبد العزيز، ما رأيت فيهم أخشع من مروان بن محمد (1).
وقال أبو سليمان الداراني: ما رأيت شاميا خيرا من مروان بن محمد، قيل له: ولا معلمه سعيد بن عبد العزيز، ولا يحيى بن حمزة؟ قال: ولا معلمه، لأنه كان على بيت المال، ولا يحيى لأنه كان على القضاء (2).
قال البخاري: مات سنة عشر ومئتين (3).
قلت: عاش ثلاثا وستين سنة، وكان سيدا إماما.
أخبرنا عمر بن محمد الفارسي، وهدية بنت علي، وابن قدامة الحاكم، قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر، أخبرنا عبد الأول بن عيسى، أخبرنا أبو الحسن بن داود، أخبرنا عبد الله بن أحمد السرخسي، أخبرنا عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ، حدثنا مروان بن محمد، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن قزعة، عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: " ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ".
أخرجه مسلم (4) عن عبد الله أتم من هذا.

(1) " تهذيب الكمال " لوحة 1316.
(2) " تهذيب الكمال ": لوحة 1316.
(3) " التاريخ الصغير " 2 / 317.
(4) رقم (477) في الصلاة: باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، وأخرجه أبو داود (847) في الصلاة: باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، والنسائي 2 / 198 و 199 في الافتتاح: باب ما يقول في قيامه ذلك، من طرق عن سعيد بن عبد العزيز بهذا الاسناد، وقوله: " ولا ينفع ذا الجد منك الجد " قال القرطبي: رواه الجمهور بفتح الجيم في اللفظين، وهو بمعنى الحظ والبخت، ومعناه لا ينفع من رزق مالا وولدا وجاها دنيويا شئ من ذلك عندك، وهذا كما قال تعالى: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم).
(٥١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 ... » »»