سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٤٧٤
وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، ثقة (1).
وقد وهم صاحب " الكمال " (2)، وزعم أنه روى عن عبد الوهاب ابن بخت، وعبيد الله بن عمر، وهذا مستحيل.
وقد اختلفوا في وفاته، فقال أبو حسان الزيادي وابن حبان: سنة سبع ومئتين. زاد ابن حبان: في تاسع صفر.
وقال ابن سعد، وخليفة، ومطين: سنة ثمان. زاد ابن سعد، فقال: يوم الثلاثاء (3) لسبع خلون من صفر.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، أخبرنا أبو محمد بن قدامة الفقيه، أخبرنا أحمد بن المقرب، أخبرنا طراد بن محمد النقيب، أخبرنا علي بن عبد الله الهاشمي، أخبرنا محمد بن عمرو، حدثنا محمد ابن عبيد الله، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا أبو أويس، عن ابن شهاب، عن سالم وحمزة ابني عبد الله بن عمر، عن أبيهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الشؤم في الفرس والمرأة والدار ".
متفق عليه من حديث ابن شهاب (4). ويرويه النسائي عن محمد

(١) تاريخ بغداد " ١٤ / ٣٥١.
(٢) هو الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الجماعيلي الحنبلي المتوفي سنة ٦٠٠ ه‍ صاحب كتاب " الكمال في معرفة الرجال ".
(٣) في " الطبقات " ٧ / ٣٣٧: يوم السبت.
(٤) رواه مالك ٣ / ١٤٠، ومن طريقه البخاري ٩ / ١١٨ في النكاح: باب ما يتقى من شؤم المرأة، ومسلم (٢٢٢٥) في السلام: باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم، عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، ورواه البخاري ٦ / ٤٤، ٤٥ في الجهاد: باب ما يذكر من شؤم الفرس من طريق أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري.
وأخرجه أيضا ٦ / ١١٨ من طريق محمد بن منهال، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا عمر بن محمد العسقلاني، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: ذكروا الشؤم عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن كان الشؤم في شئ، ففي الدار والمرأة والفرس ". وأخرجه أحمد ٢ / ٨٥، ومسلم أيضا (١١٧) من حديث ابن عمر بلفظ: " إن يكن من الشؤم شئ حق، ففي الفرس والمرأة والدار " وفي الباب عن سهل بن سعد عند مالك ٣ / ١٤٠، والبخاري ٦ / ٤٥، ٤٨، ومسلم (٢٢٢٦) بلفظ: " إن كان ففي الفرس والمرأة والمسكن " يعني الشؤم. وهذا اللفظ الأخير يفهم منه أن الشؤم منتف عن كل شئ، لان معناه: لو كان الشؤم ثابتا في شئ ما، لوجد في هذه الثلاثة، لكنه ليس بثابت في شئ، ويظهر أن الرواية الأولى: " الشؤم في الفرس.. " وقع فيها اختصار وتصرف من بعض الرواة، على أنه قد جاء عن عائشة رضي الله عنها الانكار على من روى هذا الحديث بهذه السياقة، فقد أخرج الإمام أحمد ٦ / ١٥٠ و ٢٤٠ و ٢٤٦ من طريق روح، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج أن رجلين دخلا على عائشة، فقالا: إن أبا هريرة يحدث أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار ". قال: فطارت شقة منها في السماء وشقة في الأرض، قالت: والذي أنزل القرآن علي أبي القاسم ما هكذا كان يقول، ولكن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " كان أهل الجاهلية يقولون: الطيرة في المرأة والدابة والدار " ثم قرأت عائشة: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها) وأخرجه أيضا 6 / 150 و 240 من طريقين عن همام، عن قتادة.. وإسناده صحيح، ونقل الزركشي في الإجابة ص: 115 عن بعض الأئمة قولهم: ورواية عائشة في هذا أشبه بالصواب إن شاء الله لموافقتها نهيه عليه الصلاة والسلام عن الطيرة نهيا عاما وكراهتها وترغيبه في تركها بقوله: " يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب، وهم الذين لا يكتوون ولا يتطيرون، ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون "
(٤٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 ... » »»