سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٤٣٦
قلت: خشوع وكيع مع إمامته في السنة جعله مقدما، بخلاف خشوع هذا المرجئ - عفا الله عنه - أعاذنا الله وإياكم من مخالفة السنة، وقد كان على الارجاء عدد كثير من علماء الأمة، فهلا عد مذهبا، وهو قولهم: أنا مؤمن حقا عند الله الساعة، مع اعترافهم بأنهم لا يدرون بما يموت عليه المسلم من كفر أو إيمان، وهذه قولة خفيفة وإنما الصعب من قول غلاة المرجئة: إن الايمان هو الاعتقاد بالأفئدة، وإن تارك الصلاة والزكاة، وشارب الخمر، وقاتل الأنفس، والزاني، وجميع هؤلاء يكونون مؤمنين كاملي الايمان، ولا يدخلون النار، ولا يعذبون أبدا (1)، فردوا أحاديث الشفاعة المتواترة، وجسروا كل فاسق وقاطع طريق على الموبقات، نعوذ بالله من الخذلان.
وقد غلط أبو نعيم الحافظ، وقال: مات عبد المجيد سنة سبع وتسعين ومئة، والصواب وفاته سنة ست ومئتين كما قال سلمة بن شبيب.
163 - محمد بن عبيد * (ع) ابن أبي أمية الطنافسي الكوفي الأحدب الحافظ أخو يعلى بن عبيد.

(١) لكن هذا النوع من الارجاء المبتدع المذموم الذي تسقط عدالة القائل به، ويعد ضالا مفارقا لأهل السنة والجماعة لا يعرف في المحدثين المعدودين في أصحاب الرأي، وهم بريئون منه براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام. وراجع التفصيل في " الرفع والتكميل " ص ١٤٩، ١٦٥.
* تاريخ ابن معين: ٥٢٩، طبقات ابن سعد ٦ / ٣٩٧، تاريخ خليفة: ٤٧٢، التاريخ الكبير ١ / ١٧٣، المعارف: ٥١٧، الجرح والتعديل ٨ / ١٠، مشاهير علماء الأمصار: ت ١٣٨٣، تاريخ بغداد ٢ / ٣٦٥، تهذيب الكمال: لوحة ١٢٣٧، تذهيب التهذيب ٣ / ٢٢٩ / ٢، العبر ١ / ٣٤٨، ميزان الاعتدال ٣ / ٦٣٩، تذكرة الحفاظ ١ / ٣٣٣، الكاشف ٣ / ٧٤، تهذيب التهذيب ٩ / 327، طبقات الحفاظ: 140، خلاصة تذهيب الكمال: 350، شذرات الذهب 2 / 14.
(٤٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 ... » »»