سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٢٩٢
الهدي " (1)، وحديث: " اعتكف فأتته صفية " (2).
قلت: قد ذكرنا في ترجمة شعبة أنه اختطف صحيفة الزهري من يد هشيم فقطعها، لكونه أخفى شأن الزهري على شعبة، لما رآه جالسا معه وسأله: من ذا الشيخ؟ فقال: شرطي لبني أمية، فما عرفه شعبة، ولا سمع منه. وهذه هفوة كانت من الاثنين في حال الشبيبة، ثم إن هشيما كان يحفظ من تلك الصحيفة أربعة أحاديث، فكان يرويها.
قال أحمد بن حنبل: ليس أحد أصح حديثا من هشيم عن حصين.

(1) قال الطبري في " تفسيره " 2 / 216: حدثنا أبو كريب ويعقوب بن إبراهيم، قالا:
حدثنا هشيم، قال الزهري: أخبرنا، وسئل عن قول الله جل ثناؤه: (فما استيسر من الهدي) قال: كان ابن عباس يقول: من الغنم.
(2) أخرجه البخاري 4 / 240 و 10 / 493 و 13 / 142، ومسلم (2175) من حديث الزهري، عن علي بن حسين، عن صفية بنت حيي قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفا، فأتيته أزوره ليلا، فحدثته، ثم قمت لانقلب، فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر بنت حيي " فقالا: سبحان الله يا رسول الله! قال: " إن الشيطان يجري من الانسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا، أو قال: شيئا ". ومعنى ليقلبني: أي ليردني إلى منزلي.
وقد ذكر الحافظ 13 / 142 أنه رواه سعيد بن منصور في سننه عن...؟ عن الزهري.
قال الحافظ في مقدمة " فتح الباري " ص 449: هشيم بن بشير الواسطي أحد الأئمة متفق على توثيقه، إلا أنه كان مشهورا بالتدليس، وروايته عن الزهري خاصة لينة عندهم، فأما التدليس فقد ذكر جماعة من الحفاظ أن البخاري كان لا يخرج عنه إلا ما صرح فيه بالتحديث، واعتبرت هذا في حديثه فوجدته كذلك، إما أن يكون قد صرح به في نفس الاسناد، أو صرح به من وجه آخر، وأما روايته عن الزهري فليس في الصحيحين منها شئ.
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»