سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٢١٢
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق، أخبرنا الفتح بن عبد السلام، أخبرنا هبة الله بن أبي شريك، أخبرنا أبو الحسين بن النقور، حدثنا عيسى ابن علي إملاء، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " علي مني وأنا من علي لا يؤدي عني إلا أنا أو هو ". هذا حديث حسن غريب رواه ابن ماجة في " سننه " (1) عن سويد، فوافقناه بعلو.
أخبرنا الشيخ تاج الدين محمد بن عبد السلام، مدرس الشامية (2)، وزينب بنت كندي (3) سماعا عن زينب بنت عبد الرحمن بن حسن الشعرية،

(1) (119) في المقدمة، والترمذي (3719)، وأحمد 4 / 165 من حديث شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، وأخرجه أحمد 4 / 164 من طريق يحيى بن آدم وابن أبي بكير قالا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبيش بن جنادة وكان شهد يوم حجة الوداع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علي مني وأنا منه، لا يودي عني إلا أنا أو علي " وهذا إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين.
(2) هي المدرسة الشامية الجوانية، وتقع قبلي المارستان النوري، ولم يبق الآن من رسمها سوى بابها، وكانت دارا ليست الشام الخاتون أخت الملك العادل بنت أيوب، فجعلتها بعدها مدرسة للفقهاء الشافعية، وأوقفت عليها أوقافا كثيرة. وتاج الدين هذا ترجمه المؤلف في " مشيخته " الورقة: 139، فقال: هو محمد بن عبد السلام بن المطهر بن العلامة قاضي القضاة أبي سعد عبد الله بن محمد بن هبة الله بن أبي عصرون، الامام المدرس الجليل المعمر المسند تاج الدين أبو عبد الله بن أبي الفضل التميمي الحلبي ثم الدمشقي الشافعي مدرس الشامية الصغرى، سمع أباه وابن روزنة مكرم بن محمد، وكان خيرا متواضعا لطيفا، فيه عامية، إلا أنه يورد درسه بحروفه إيرادا حسنا، سمعت منه عدة أجزاء، مولده في حلب بالمحرم سنة عشر وست مئة، ومات في ربيع الأول سنة خمس وتسعين وست مئة.
(3) ترجمها المؤلف في " مشيخته " الورقة: 50، فقال: زينب بنت عمر بن كندي بن سعد بن علي أم محمد الدمشقية الكندية، نزيلة بعلبك، شيخة صالحة جليلة كثيرة المعروف، حجت وبنت رباطا، ووقفت على البر، روت الكثير بإجازة المؤيد الطوسي، وأبي روح، وزينب بنت الشعري. توفيت في أواخر شهر جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وست مئة.
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»