سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٢٩٩
وكان سعيد أعلمهم به، وكان شعبة أعلمهم بما سمع قتادة، وما لم يسمع، ولم يكن همام عندي بدون القوم في قتادة، ولم يكن ليحيى بن سعيد رأي فيه، وكان عبد الرحمن حسن الرأي فيه.
عمر بن شبة: حدثنا الفلاس، قال: حدث ابن أبي عدي، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة بحديث، فأنكره يحيى بن سعيد، وقال: لم يصنع ابن أبي عروبة شيئا. فقال عفان، وكان حاضرا: حدثنا همام، عن قتادة، فسكت يحيى، فعجبنا من يحيى حيث يحدثه ابن أبي عدي عن سعيد فينكره، وحيث حدثه عفان عن همام فسكت.
قلت: هذا يدل على أن يحيى تغير رأيه بأخرة في همام، أو أنه لما رأى اتفاقهما على حديث اطمأن.
أبو الوليد وحبان: أن هماما قال: إني لأستحيي من الله أن أنظر في الكتاب، وأحفظ الحديث لكي أحدث الناس.
وقال أحمد بن أبي خيثمة: قال ابن مهدي: ظلم يحيى بن سعيد هماما، لم يكن له به علم، ولم يجالسه، فقال فيه.
قال محمد بن عبد الله بن عمار: سمعت يحيى القطان يقول: ألا تعجب من عبد الرحمن يقول: من فاته شعبة، سمع من همام. وكان يحيى لا يعبأ بهمام.
وقال أحمد: قال ابن مهدي: ذكر يحيى بن سعيد عاصم بن سعيد الذي روى عن قتادة، فقال يحيى - كأنه يحمل على همام -: قد أدخل بين قتادة وبين سعيد. قال: فجعل عبد الرحمن يضحك.
قال إبراهيم بن عرعرة ليحيى: حدثنا عفان، حدثنا همام، فقال له:
اسكت ويحك.
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»