سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٢٧١
قال عبد المؤمن النسفي: سألت صالح بن محمد جزرة عن سفيان ومالك، فقال: سفيان ليس يتقدمه عندي أحد، وهو أحفظ وأكثر حديثا، ولكن كان مالك ينتقي الرجال، وسفيان أحفظ من شعبة، وأكثر حديثا، يبلغ حديثه ثلاثين ألفا، وشعبة نحو عشرة آلاف.
أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن عبد المعز بن محمد، أنبأنا زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد الكنجروذي، أنبأنا أبو سعيد عبد الله بن محمد، أنبأنا محمد بن أيوب، أنبأنا محمد بن كثير، أنبأنا سفيان الثوري، حدثني المغيرة ابن النعمان، حدثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنكم محشورون حفاة عراة غرلا. ثم قرأ: * (كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين) * [الأنبياء: 104]، ألا وإن أول من يكسى إبراهيم عليه السلام، يوم القيامة، ألا وإن ناسا من أصحابي، يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أصحابي، أصحابي، فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح عيسى: * (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم) * إلى قوله * (العزيز الحكيم) * (1) ". أخرجه البخاري (2) عن ابن كثير.

(1) الآيتان: 121 - 122، المائدة، ونصهما: * (ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن أعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد. إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) * (2) 6 / 275، في الأنبياء: باب قول الله تعالى: * (واتخذ الله إبراهيم خليلا) * [النساء:
125]، وباب قول الله: * (واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها..) * [مريم: 16]، وفي تفسير سورة " المائدة " باب: * (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم) *. وفي تفسير سورة الأنبياء: باب:
* (كما بدأنا أول خلق نعيده) * [104]. وفي الرقاق: باب الحشر، وهنا أفاض الحافظ ابن حجر في شرحه، فراجعه.
وغرل: ج. أغرل: وهو الأقلف وزنا ومعنى، وهو من بقيت غرلته، وهي الجلدة التي يقطعها الخاتن من الذكر.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»