سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٤٨
15 - أبو مسلم الخراساني * اسمه عبد الرحمن بن مسلم، ويقال: عبد الرحمن بن عثمان بن يسار الخراساني، الأمير، صاحب الدعوة، وهازم جيوش الدولة الأموية، والقائم بإنشاء الدولة العباسية.
كان من أكبر الملوك في الاسلام. [كان ذا شأن عجيب ونبأ غريب] (1) من رجل يذهب على حمار بإكاف من الشام حتى يدخل خراسان، ثم يملك خراسان بعد تسعة أعوام، ويعود بكتائب أمثال الجبال، ويقلب دولة، ويقيم دولة أخرى!
ذكره القاضي شمس الدين بن خلكان فقال: كان قصيرا، أسمر، جميلا، حلوا، نقي البشرة، أحور العين، عريض الجبهة، حسن اللحية، طويل الشعر، طويل الظهر، خافض الصوت، فصيحا بالعربية وبالفارسية، حلو المنطق، وكان راوية للشعر، عارفا بالأمور، لم ير ضاحكا، ولا مازحا إلا في وقته، وكان لا يكاد يقطب في شئ من أحواله.
تأتيه الفتوحات العظام، فلا يظهر عليه أثر السرور، وتنزل به الفادحة الشديدة، فلا يرى مكتئبا. وكان إذا غضب لم يستفزه الغضب.. إلى أن قال: وكان لا يأتي النساء في العام إلا مرة، يشير إلى شرف نفسه، وتشاغلها بأعباء الملك.
قيل: مولده في سنة مئة، وأول ظهوره كان بمرو، في شهر رمضان، يوم

الطبري ٦ / ٤٠٥ و ٧ / ١٢٩، ١٩٨، ٢٢٧، و ٢٢٩، ٢٤٤، ٢٥٣ و ٢٧٠ و ٢٧٧ و ٢٩٢، ٤٧٩ البدء والتاريخ ٦ / ٧٨ و ٩٥، تاريخ بغداد ١٠ / ٢٠٧، الكامل لابن الأثير، ٥ / ٣٦٦ و ٤٦٨ - ٤٨٠، وفيات الأعيان ٣ / ١٤٥، تاريخ الاسلام ٥ / ١٩٨ و ٢١٣، و ٣٢٢، ٣٢٤، ميزان الاعتدال ٢ / ٥٨٩ - ٥٩٠، لسان الميزان ٣ / 436، شذرات الذهب 1 / 176 و 179.
(1) الزيادة من ميزان الاعتدال للمؤلف رحمه الله.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»