سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٩٣
وحدثني مالك عن ربيعة قال: قال لي حين أراد العراق: إن سمعت أني حدثتهم، أو أفتيتهم فلا تعدني شيئا. قال: فكان كما قال. لما قدمها لزم بيته، فلم يخرج إليهم، ولم يحدثهم بشئ حتى رجع.
قال أحمد بن عمران: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: دخلت المسجد، فإذا ربيعة جالس، وقد أحدق به غلمان أهل الرأي، فسألته: أسمعت من أنس شيئا؟ قال: حديثين.
قال أبو بكر الخطيب: كان ربيعة فقيها، عالما، حافظا للفقه والحديث.
قدم على السفاح الأنبار وكان أقدمه ليوليه القضاء. فيقال: إنه توفي بالأنبار، ويقال: بل توفي بالمدينة.
وقال ابن سعد: توفي سنة ست وثلاثين ومئة بالمدينة فيما أخبرني به الواقدي.
وقال يحيى بن معين وغيره: مات بالأنبار، وكان ثقة كثير الحديث، وكانوا يتقونه لموضع الرأي. وكذا أرخه جماعة.
قال مطرف بن عبد الله، سمعت مالكا يقول: ذهبت حلاوة الفقه، منذ مات ربيعة بن أبي عبد الرحمن.
ذكر حكاية باطلة قد رويت: فأنبأنا المسلم بن محمد، أنبأنا الكندي، أنبأنا القزاز، أنبأنا الخطيب، أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي بمصر، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، حدثني مشيخة أهل المدينة:
أن فروخ والد ربيعة، خرج في البعوث إلى خراسان، أيام بني أمية غازيا، وربيعة حمل في بطن أمه، وخلف عند زوجته أم ربيعة ثلاثين ألف دينار، فقدم المدينة بعد سبع وعشرين سنة، وهو راكب فرس، في يده رمح، فنزل عن فرسه، ثم دفع الباب برمحه، فخرج ربيعة، فقال: يا عدو الله، أتهجم على منزلي؟ فقال: لا. وقال فروخ: يا عدو الله أنت رجل دخلت على حرمتي،
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»