سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٣٥
ولقد كان يمكنه السماع من جابر، وسهل بن سعد، وأنس، وسعيد بن المسيب، فما تهيأ له عنهم رواية، وقد رأى ابن عمر، وحفظ عنه أنه دعا له، ومسح برأسه.
حدث عنه: شعبة، ومالك، والثوري، وخلق كثير.
ولحق البخاري بقايا أصحابه كعبيد الله بن موسى.
قال وهيب: قدم علينا هشام بن عروة، فكان مثل الحسن، وابن سيرين.
وقال ابن سعد: كان ثقة، ثبتا، كثير الحديث، حجة.
وقال أبو حاتم الرازي: ثقة، إمام في الحديث. وقال علي بن المديني: له نحو من أربع مئة حديث. وقال يحيى بن معين وجماعة: ثقة. وقال يعقوب بن شيبة: هشام ثبت، لم ينكر عليه إلا بعد ما صار إلى العراق، فإنه انبسط في الرواية، وأرسل عن أبيه أشياء، مما كان قد سمعه من غير أبيه عن أبيه.
وقال عبد الرحمن بن خراش: بلغني أن مالكا نقم على هشام بن عروة حديثه لأهل العراق، وكان لا يرضاه، ثم قال: قدم الكوفة ثلاث مرات، قدمة كان يقول فيها: حدثني أبي قال: سمعت عائشة. والثانية، فكان يقول:
أخبرني أبي عن عائشة. وقدم الثالثة فكان يقول: أبي عن عائشة، يعني يرسل عن أبيه.
قلت: الرجل حجة مطلقا، ولا عبرة بما قاله الحافظ أبو الحسن بن القطان (1) من أنه هو وسهيل بن أبي صالح، اختلطا وتغيرا، فإن الحافظ قد يتغير حفظه إذا كبر، وتنقص حدة ذهنه، فليس هو في شيخوخته، كهو في

(1) هو الحافظ العلامة، الناقد أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك الكتامي، الفاسي، الشهير بابن القطان، توفي سنة 628 ه‍. ترجمه المؤلف في تذكرة الحفاظ ص:
(1407) ووصفه بالحفظ، وقوة الفهم، إلا أنه استدرك فقال: لكنه تعنت في أحوال رجال فما أنصفهم.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»