سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٢١٥
بالقيام للدين أبناء المهاجرين والأنصار. اللهم قد فعلوا وفعلوا، فأحصهم عددا واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا (1).
قال علي بن الجعد: كان المنصور يكتب على ألسن قواده إلى محمد بن عبد الله بأنهم معه (2) فاخرج. فقال: يثق بالمحال. وخرج معه مثل ابن عجلان، وعبد الحميد بن جعفر.
قال ابن سعد: فلما قتل أتى والي المدينة بابن عجلان فسبه وأمر بقطع يده.
فقال العلماء: أصلح الله الأمير، إن هذا فقيه المدينة وعابدها. وشبه عليه بأنه المهدي فتركه. قال: ولزم عبيد الله بن عمر ضيعة له، وخرج أخواه عبد الله، وأبو بكر، فعفا عنهما المنصور.
واختفى جعفر الصادق، ثم إن محمدا استعمل عمالا على المدينة، ولزم مالك بيته.
قال أبو داود: كان الثوري يتكلم في عبد الحميد بن جعفر لخروجه ويقول:
إن مر بك المهدي وأنت في البيت، فلا تخرج إليه حتى يجتمع الناس عليه.
وقيل: بعث محمد إلى إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وقد شاخ ليبايعه، فقال: يا أبن أخي، أنت والله مقتول! كيف أبايعك؟! فارتدع الناس عنه. فأتته بنت أخيه معاوية، فقالت: يا عم إن إخوتي قد أسرعوا إلى ابن خالهم، فلا تثبط عنه فيقتل هو وإخوتي. فأبى. فيقال: قتلته. فأراد محمد

(١) هذا الكلام مقتبس من قول خبيب رضي الله عنه، حين خرج به المشركون من الحرم ليقتلوه في الحل. انظر الخبر بتمامه في البخاري ٦ / ١١٥ في الجهاد، باب هل يستأمر الرجل، ومن صلى ركعتين عند القتل و 7 / 240 في المغازي و 7 / 291 - 295 أيضا.
(2) وتمام الخبر، في الطبري، وتاريخ الاسلام 6 / 12: (فكان محمد يقول: لو التقينا مال إلي القواد كلهم).
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»