سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ١٦٥
بأس به. وقال: أكبر أصحاب الحسن قتادة، وحميد. وقال ابن خراش: ثقة، صدوق، وعامة حديثه عن أنس إنما سمعه من ثابت. يريد أنه كان يدلسها (1) وروى يحيى بن أبي بكير، عن حماد بن سلمة قال: أخذ حميد كتب الحسن، فنسخها ثم ردها عليه.
وروى الأصمعي عن حماد بن سلمة، قال: لم يدع حميد لثابت البناني علما إلا وعاه، وسمعه منه.
التبوذكي، عن حماد، قال: عامة ما يروي حميد عن أنس سمعه من ثابت. قال زهير بن معاوية: قدمت البصرة فأتيت حميدا الطويل، وعنده أبو بكر بن عياش، فقلت له: حدثني. فقال: سل. قلت: ما معي شئ أسأل عنه، قال: فحدثني بثلاثين حديثا. قلت: حدثني. فحدثني بتسعة وأربعين حديثا. فقلت: ما أراك إلا قد قاربت فجعل يقول: سمعت أنسا والأحيان يقول: قال أنس. فلما فرغ، قلت: أرأيت ما قد حدثتني به عن أنس بن مالك، أنت سمعته منه؟ فقال أبو بكر: هيهات، فاتك ما فاتك! يقول: كان ينبغي لك أن تقفه عند كل حديث وتسأله. فكأن حميدا وجد في نفسه فقال:
ما حدثتك بشئ عن أحد، فعنه أحدثك. قال: فلم يشف قلبي.
قال ابن المديني، عن يحيى بن سعيد، قال: كان حميد الطويل إذا ذهبت تقفه على بعض حديث أنس يشك فيه.
وروى عفان، عن يحيى بن سعيد قال: كنت أسأل حميدا عن الشئ من فتيا الحسن، فيقول: نسيته.
وروى يوسف بن موسى، عن يحيى بن يعلى المحاربي قال: طرح زائدة

(1) ولا يعاب في ذلك لأنه دلس عن ثقة.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»