سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٦
المهلب ولي خراسان، فقال: دلوني على رجل كامل بخصال الخير، فدل على أبي بردة، فلما رآه، رأى رجلا قانعا، فلما كلمه رأى من مخبره أفضل من مرآه، فقال له: إني وليتك كذا وكذا من عملي، فاستعفاه، فأبى، وقال:
حدثني أبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من تولى عملا - وهو يعلم أنه ليس له بأهل - فليتبوأ مقعده من النار ". أخرجه الروياني (1) في " مسنده " عن أحمد بن أخي ابن وهب عنه.
وروى سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، قال: بعثني أبي أبو موسى إلى عبد الله بن سلام لاتعلم منه.
قال أبو نعيم: مات أبو بردة سنة أربع ومئة، وقال الواقدي: مات سنة ثلاث ومئة.
فأما أخوه أبو بكر بن أبي موسى الأشعري القاضي المذكور، فهو كوفي عثماني عالم ثقة، حدث عن أبيه، وعن أبي هريرة، وابن عباس، وجابر بن سمرة.
حدث عنه أبو عمران الجوني، وأبو جمرة الضبعي، وحجاج بن أرطاة، ويونس بن أبي إسحاق، وآخرون.
ولاه الحجاج قضاء الكوفة، وعاش بعد أخيه أبي بردة قليلا، حديثهما في الكتب.
وأما الأمير بلال بن أبي بردة (2) فولي أيضا على البصرة، وكان جليلا

(1) هو الإمام أبو بكر محمد بن هارون صاحب المسند المشهور مات سنة سبع وثلاث مئة " تذكرة الحفاظ " 2 / 752، 753.
(2) ترجمته في " تهذيب الكمال " 164، 167، " وتهذيب التهذيب " 1 / 500، و " خزانة الأدب " 1 / 452 و " تهذيب ابن عساكر " 3 / 318.
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»