سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٢١٨
حدث عنه زبيد اليامي، ومسعر، وشعبة، والثوري، وقيس بن الربيع، وعدد كثير.
وكان ثقة حجة، قال سفيان: ما يخيل إلي أنني رأيت أحدا أفضله على محارب بن دثار.
قال ابن سعد: كان من المرجئة الأولى الذين يرجئون عليا وعثمان إلى أمر الله، ولا يشهدون عليهما بإيمان ولا بكفر.
وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.
قال ابن عيينة: رأيت محاربا يقضي في المسجد، وروى عبد الله بن إدريس عن أبيه قال: رأيت الحكم وحماد بن أبي سليمان في مجلس حكم محارب بن دثار، أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله.
قال سفيان الثوري: استعمل محارب على القضاء فبكى أهله، وعزل عن القضاء فبكى أهله.
وقال سعد بن الصلت: حدثنا هارون بن الجهم، حدثنا عبد الملك بن عمير، قال: كنت في مجلس قضاء محارب بن دثار، فادعى رجل على رجل، فأنكر، فقال: ألك بينة، قال: نعم، فلان، فقال خصمه: إنا لله، لئن شهد علي ليشهدن بزور، ولئن سألتني عنه لأزكينه، فلما جاء الشاهد قال محارب:
حدثنا ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الطير لتضرب بمناقيرها، وتقذف ما في حواصلها من هول يوم القيامة، وإن شاهد الزور لا تقار قدماه على الأرض حتى يقذف به في النار " (1) ثم قال: بم تشهد؟ قال: قد نسيت، أرجع فأتذكر.

(1) قال المصنف في ترجمة هارون بن الجهم من " الميزان ": حدث عنه سعد بن الصلت بحديث منكر عن عبد الملك بن عمير، عن محارب بن دثار عن ابن عمر.
وقال العقيلي: يخالف في حديثه، وليس بمشهور بالنقل، وأورده الهيثمي في " المجمع " 4 / 200 ونسبه للطبراني في " الأوسط " وقال: وفيه من لا أعرفه، وأخرجه مختصرا ابن ماجة (2373) عن ابن عمر مرفوعا: " لن تزول قدما شاهد الزور حتى يوجب الله به النار " وفي سنده محمد بن الفرات متفق على ضعفه، وكذبه أحمد، وهو في " المستدرك " 4 / 98، وصححه الحاكم، فأخطأ، وعجب من المؤلف كيف وافقه على تصحيحه في " مختصره " مع أنه حين ترجم لمحمد بن الفرات في " الميزان " نقل تكذيبه عن أحمد وأبي داود، وتضعيفه عن غير واحد من الأئمة وأورد حديثه هذا في جملة منكراته.
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»