سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ١٤١
كان فارسا شجاعا، جميلا وسيما، حارب المختار وقتله، وكان سفاكا للدماء. سار لحربه عبد الملك بن مروان. وأمه هي الرباب بنت أنيف الكلبية. وكان يسمى من سخائه آنية النحل (1). وفيه يقول عبيد الله بن قيس الرقيات:
إنما مصعب شهاب من الله تجلت عن وجهه الظلماء ملكه ملك عزة ليس فيها * جبروت منه ولا كبرياء يتقي الله في الأمور وقد أفلح من كان همه الاتقاء (2) قال إسماعيل بن أبي خالد: ما رأيت أميرا قط أحسن من مصعب.
وروى عمر بن أبي زائدة، أن الشعبي قال: ما رأيت أميرا قط على منبر أحسن من مصعب.
قال المدائني: كان يحسد على الجمال.
وروى ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: اجتمع في الحجر عبد الله، ومصعب، وعروة - بنو الزبير - وابن عمر، فقال: تمنوا، فقال ابن الزبير (3):
أتمنى الخلافة، وقال عروة: أتمنى أن يؤخذ عني العلم، وقال مصعب:
أتمنى إمرة العراق، والجمع بين عائشة بنت طلحة، وسكينة بنت الحسين.
فقال ابن عمر: أما أنا فأتمنى المغفرة. فنالوا ما تمنوا، ولعل ابن عمر قد غفر له (4).

(1) انظر " ثمار القلوب " ص 508.
2) الأبيات في " الشعر والشعراء " ص 450 وروايته: " ملك رحمة. جبروت يخشى.. " و " الكامل " 2 / 269 وروايته: ".. ملك قوة. " و " الأغاني " ط الدار 5 / 79 وروايته: " ليس فيه.. " ثم انظر الديوان ص 91 وروايته: " ليس فيه. جبروت ولا به كبرياء.. ".
(3) أي: عبد الله.
(4) رواه أبو نعيم في الحلية 2 / 171، وقد أورده ابن قتيبة في " عيون الاخبار " 3 / 258 بغير إسناد وسياق مختلف.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»