سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ١٢٥
آمنا محفوظا فليفعل. كل ما هو آت قريب، عجلتم بالامر قبل نزوله، والذي نفسي بيده إن في أصلابكم لمن يقاتل مع آل محمد، ما يخفى على أهل الشرك أمر آل محمد، أمر آل محمد مستأخر. قال، فبقي في تسع مئة، فأحرم بعمرة وقلد هديا. فلما أردنا أن ندخل الحرم، تلقتنا خيل ابن الزبير، فمنعتنا أن ندخل، فأرسل إليه محمد: لقد خرجت وما أريد قتالا، ورجعت كذلك، دعنا ندخل، فلنقض نسكنا ثم لنخرج عنك. فأبى، قال: ومعنا البدن مقلدة فرجعنا إلى المدينة، فكنا بها حتى قدم الحجاج، وقتل ابن الزبير، ثم سار إلى العراق، فلما سار مضينا فقضينا نسكنا، وقد رأيت القمل يتناثر من ابن الحنفية، قال: ثم رجعنا إلى المدينة فمكث ثلاثة أشهر ثم توفي (1). إسنادها ثابت.
الواقدي: حدثنا موسى بن عبيدة، عن زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، قال: وفدت مع أبان على عبد الملك وعنده ابن الحنفية، فدعا عبد الملك بسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعا بصيقل (2) فنظر فقال: ما رأيت حديدة قط أجود منها، قال عبد الملك: ولا والله ما رأى الناس مثل صاحبها، يا محمد، هب لي هذا السيف. قال [محمد]: أينا أحق به فليأخذه. قال [عبد الملك]: إن كان لك قرابة فلكل قرابة. فأعطاه محمد إياه ثم قال: يا أمير المؤمنين [إن] هذا - وأشار إلى الحجاج - قد استخف بي وآذاني، ولو كانت خمسة دراهم أرسل إلي فيها. قال: لا إمرة له عليك. فلما ولى محمد، قال عبد الملك للحجاج: أدركه فسل سخيمته. فأدركه فقال: إن أمير المؤمنين قد أرسلني إليك لأسل سخيمتك، ولا مرحبا بشئ ساءك، قال: ويحك يا حجاج اتق الله واحذره، ما من صباح إلا ولله في كل عبد من

(1) انظر ابن سعد 5 / 108، وابن عساكر 15 / 373 آ.
(2) الصيقل: شحاذ السيوف وجلاؤها.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»