سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٤٩٥
سمع من عمر وغيره.
روى عنه: ابن سيرين، وعبد الملك بن عمير، وجماعة.
وكان من نبلاء الرجال، رأيا، وعقلا، وحزما، ودهاء، وفطنة. كان يضرب به المثل في النبل والسؤدد.
وكان كاتبا بليغا. كتب أيضا للمغيرة، ولابن عباس، وناب عنه بالبصرة.
يقال: إن أبا سفيان أتى الطائف، فسكر، فطلب بغيا، فواقع سمية، وكانت مزوجة بعبيد، فولدت من جماعه زيادا، فلما رآه معاوية من أفراد الدهر، استعطفه، وادعاه، وقال: نزل من ظهر أبي.
ولما مات علي، كان زياد نائبا له على إقليم فارس.
قال ابن سيرين: قال زياد لأبي بكرة: ألم تر أمير المؤمنين يريدني على كذا وكذا، وقد ولدت على فراش عبيد، وأشبهته، وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من ادعى إلى غير أبيه، فليتبوا مقعده من النار " (1)،

(١) " تهذيب ابن عساكر ٥ / ٤١٢، وأخرج البخاري ١٢ / ٤٦ في الفرائض: باب من ادعى إلى غير أبيه، من طريق مسدد، عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن خالد بن مهران الحذاء، عن أبي عثمان النهدي، عن سعد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" من ادعى إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام ". فذكرته (القائل أبو عثمان النهدي) لأبي بكرة، فقال: وأنا سمعته أذناي، ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه مسلم برقم (63) من طريق عمرو الناقد، حدثنا هشيم بن بشير، أخبرنا خالد عن أبي عثمان قال: لما ادعي زياد لقيت أبا بكرة، فقلت له: ما هذا الذي صنعتم؟ إني سمعت سعد ابن أبي وقاص يقول: سمع أذناي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: " من ادعى أبا في الاسلام غير أبيه، يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام " فقال أبو بكرة: وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ في " الفتح " 12 / 46: وكان كثير من الصحابة والتابعين ينكرون ذلك على معاوية محتجين بحديث: " الولد للفراش " وإنما خص أبو عثمان النهدي، أبا بكرة بالانكار، لان زيادا كان أخاه من أمه.
(٤٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 ... » »»