سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٤٧١
لها صحبة. وروت حديثين (1).
وتزوجها الزبير بن العوام فولدت له، عمرا وخالدا.
حدث عنها: سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، وموسى بن عقبة، وغيرهما.
وأظنها آخر الصحابيات وفاة. بقيت إلى أيام سهل بن سعد.
الواقدي: حدثني جعفر بن محمد بن خالد، عن أبي الأسود، عن أم خالد بنت خالد، قالت: سمعت النجاشي يقول يوم خرجنا لأصحاب السفينتين: أقرأوا جميعا رسول الله مني السلام. قالت: فكنت فيمن أقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم من النجاشي السلام (2).
الطيالسي: حدثنا إسحاق بن سعيد، حدثني أبي، قال: حدثتني أم خالد بنت خالد، قالت: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة، فقال: " من ترون أكسوا هذه "؟ فسكتوا. فقال: " ائتوني بأم خالد " فأتي بي أحمل، فألبسنيها بيده، وقال: " أبلي وأخلقي " يقولها مرتين، وجعل ينظر إلى علم الخميصة أصفر وأحمر، فقال: " هذا سنايا أم خالد، هذا سنا " ويشير بإصبعه إلى العلم وسنا بالحبشية: حسن.
قال إسحاق: فحدثتني امرأة من أهلي أنها رأت الخميصة عند أم خالد (3).

(١) الأول: ما رواه البخاري في " صحيحه " ٣ / ١٩٢ في الجنائز: باب التعوذ من عذاب القبر، وفي الدعوات: باب التعوذ من عذاب القبر من طريقين عن موسى بن عقبة قال: سمعت أم خالد بنت خالد، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عذاب القبر.
والثاني سيذكره المصنف من رواية الطيالسي.
(٢) أخرجه ابن سعد ٨ / ٢٣٤، والواقدي لا يحتج به.
(٣) إسناده صحيح، والطيالسي: هو أبو الوليد، وهو في " طبقات ابن سعد " ٨ / ٢٣٤ من طريق الفضل بن دكين، وهشام أبي الوليد الطيالسي بهذا لاسناد، وأخرجه البخاري ١٠ / ٢٣٦ في اللباس: باب الخميصة السوداء من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، و ١٠ / ٢٥٦: باب ما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن إسحاق بن سعيد به. وأخرجه أيضا ٦ / ١٢٨ في الجهاد: باب من تكلم بالفارسية والرطانة، وفي الأدب: باب من ترك صبية غيره حتى تلعب به 10 / 356 من طريق حبان بن موسى، عن عبد الله، عن خالد بن سعيد، عن أبيه، عن أم خالد، وأخرجه 7 / 145 في فضائل أصحاب النبي: باب هجرة الحبشة من طريق الحميدي، عن سفيان، عن إسحاق بن سعيد، عن أبيه، عن أم خالد، وأخرجه أبو داود (4024) من طريق إسحاق بن الجراح، عن أبي النضر، عن إسحاق بن سعيد... وقوله: " أبلي " هو بفتح الهمزة وسكون الباء وكسر اللام أمر بالإبلاء، وكذا قوله " أخلقي " بالقاف، أمر بالأخلاق، وهما بمعنى، والعرب تطلق ذلك، وتريد الدعاء بطول البقاء للمخاطب بذلك، أي: أنه تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويخلق. قال الحافظ: ووقع في رواية أبي زيد المروزي عن الفربري: " وأخلفي " بالفاء وهي أوجه من التي بالقاف، لان الأولى تستلزم التأكيد، إذ الإبلاء والإخلاق بمعنى، لكن جاء العطف لتغاير اللفظتين، والثانية تفيد معنى زائدا، وهو أنها إذا أبلته أخلفت غيره، ويؤيد هذه الرواية ما أخرجه أبو داود (4020) بسند صحيح عن أبي نضرة قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس أحدهم ثوبا جديدا، قيل له: تبلي ويخلف الله.
* طبقات ابن سعد 5 / 185، نسب قريش: 178، 214، 215، المحبر: 304، 481، جمهرة أنساب العرب: 125، تاريخ ابن عساكر 13 / 220 آ، تاريخ الاسلام 3 / 54، العقد الثمين 6 / 378.
(٤٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 ... » »»