سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٤٥
وقال أحمد بن البرقي: كان من المؤلفة، أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مئة بعير، فيما ذكر ابن إسحاق (1).
وأولاده هم: هشام، وخالد، وحزام، وعبد الله، ويحيى، وأم سمية، وأم عمرو، وأم هشام.
وقال البخاري في " تاريخه ": عاش ستين سنة في الجاهلية، وستين في الاسلام.
قلت: لم يعش في الاسلام إلا بضعا وأربعين سنة.
قال عروة عمن حدثه: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا حكيم، إن الدنيا خضرة حلوة " (2) قال: فما أخذ حكيم من أبي بكر، ولا ممن بعده ديوانا ولا غيره.
وقيل: قتل أبوه يوم الفجار الأخير (3).

(١) " سيرة ابن هشام ": ٢ / ٤٩٣.
(٢) أخرجه البخاري ٣ / ٢٦٥ في الزكاة: باب الاستعفاف عن المسألة، و ٥ / ٢٨٣ في الوصايا، و ٦ / ١٧٨ في الخمس: باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم، ومسلم (1035) في الزكاة: باب اليد العليا خير من اليد السفلى، والترمذي (2463)، والنسائي 5 / 101، 102، من طرق عن الزهري، عن عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، أن حكيم بن حزام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال لي: " يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس، بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس، لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى " فقال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لا أرزأ أحدا بعدك شيئا، حتى أفارق الدنيا، فكان أبو بكر يدعو حكيما إلى العطاء. فيأبى أن يقبله منه، ثم إن عمر دعاه ليعطيه، فأبي أن يقبل منه، فقال: إني أشهدكم معشر المسلمين على حكيم، أني أعرض عليه حقه من هذا الفئ، فيأبى أن يأخذه، فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه حتى توفي. وقوله: لا أرزأ:
أي ال أنقص ماله بالطلب منه.
(3) الفجار: بالكسر بمعنى المفاجرة، كالقتال والمقاتلة، وذلك أنه كان قتال في الشهر الحرام، ففجروا فيه جميعا، فسمي الفجار. وللعرب فجارات أربعة، والفجار الأخير هذا شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أعمامه، وعمره إذ ذاك صلى الله عليه وسلم عشرون سنة، وكانت هذه الحرب بين قريش ومن معهم وبين قيس عيلان. انظر خبرها في " سيرة ابن هشام " 1 / 184 - 187.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»