سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٣٩
الكنجروذي، أخبرنا ابن حمدان، أخبرنا أبو يعلى، حدثنا إسماعيل بن موسى السدي، حدثنا سعيد بن خثيم، عن الوليد بن يسار (1) الهمداني، عن علي ابن أبي طلحة مولى بني أمية قال: حج معاوية ومعه معاوية بن حديج، وكان من أسب الناس لعلي، فمر في المدينة، والحسن جالس في جماعة من أصحابه، فأتاه رسول، فقال: أجب الحسن. فأتاه، فسلم عليه، فقال له: أنت معاوية بن حديج؟ قال: نعم. قال: فأنت الساب عليا رضي الله عنه؟ قال: فكأنه استحيى. فقال: أما والله لئن وردت عليه الحوض - وما أراك ترده - لتجدنه مشمر الازار على ساق، يذود عنه رايات المنافقين ذود غريبة الإبل، قول الصادق المصدوق (وقد خاب من افترى) (2).
وروى نحوه قيس بن الربيع، عن بدر بن الخليل، عن مولى الحسن ابن علي قال: قال الحسن: أتعرف معاوية بن حديج؟ قلت: نعم، فذكره.
قلت: كان هذا عثمانيا، وقد كان بين الطائفتين من أهل صفين ما هو أبلغ من السب، السيف، فإن صح شئ، فسبيلنا الكف والاستغفار للصحابة، ولا نحب ما شجر بينهم، ونعوذ بالله منه، ونتولى أمير المؤمنين عليا.
وفي كتاب " الجمل " لعبد الله بن أحمد من طريق ابن لهيعة: حدثنا أبو قبيل قال: لما قتل حجر وأصحابه، بلغ معاوية بن حديج بإفريقية، فقام في أصحابه، وقال: يا أشقائي وأصحابي وخيرتي! أنقاتل لقريش في الملك، حتى إذا استقام لهم وقعوا يقتلوننا؟ والله لئن أدركتها ثانية بمن

(1) في الأصل: بشار، والتصويب من " الاكمال " لابن ماكولا: 1 / 318.
(2) أورده ابن عساكر: 16 / 330 / آ / ب.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»