سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٣٨
حماد بن سلمة: أخبرنا ثابت، عن صالح بن حجير، عن معاوية بن حديج - وكانت له صحبة - قال: " من غسل ميتا وكفنه وتبعه وولي جنته، رجع مغفورا له ".
هذا موقوف، أخرجه أحمد في " مسنده " (1) هكذا عن عفان، عنه.
جرير بن حازم: حدثنا حرملة بن عمران (2)، عن عبد الرحمن بن شماسة قال: دخلت على عائشة، فقالت: ممن أنت؟ قلت: من أهل مصر. قالت: كيف وجدتم ابن حديج في غزاتكم هذه؟ قلت: خير أمير، ما يقف لرجل منا فرس ولا بعير إلا أبدل مكانه بعيرا، ولا غلام إلا أبدل مكانه غلاما. قالت: إنه لا يمنعني قتله أخي أن أحدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني سمعته يقول: " اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به، ومن شق عليهم فاشقق عليه " (3).
أخبرنا ابن عساكر، عن أبي روح الهروي، أخبرنا تميم، أخبرنا

(1) 6 / 401، 402، وأخرجه ابن سعد في " الطبقات ": 7 / 503 من طريق عفان.
ورجاله ثقات خلا صالح بن حجير، فإنه لم يوثقه غير ابن حبان. وفي الباب عن أبي رافع عند الحاكم: 1 / 354 و 362، والبيهقي 3 / 395 مرفوعا بلفظ " من غسل مسلما، فكتم عليه، غفر له أربعين مرة، ومن حفر له، فأجنه، أجري عليه كأجر مسكن أسكنه إياه إلى يوم القيامة، ومن كفنه كساه الله يوم القيامة من سندس وإستبرق الجنة ". وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وقوى إسناده الحافظ ابن حجر في " الدراية ": 140.
(2) في الأصل: " بن أبي عمران " وما أثبتناه هو الصواب كما في " التهذيب " وفروعه.
(3) إسناده صحيح، وأخرجه مسلم في " صحيحه " (1828) في الامارة: باب فضيلة الإمام العادل ، من طريق جرير بن حازم، وابن وهب، كلاهما عن حرملة، عن عبد الرحمن بن شماسة.
وهو في " المسند ": 6 / 93.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»