سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٢٧٠
يخطب، ويقول: يا أهل الكوفة! اتقوا الله فينا، فإنا أمراؤكم، وإنا أضيافكم، ونحن أهل البيت الذين قال الله فيهم: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) (الأحزاب: 33) قال: فما رأيت قط باكيا أكثر من يومئذ (1).
أبو عوانة: عن حصين (بن عبد الرحمن)، عن أبي جميلة (ميسرة بن يعقوب): أن الحسن بينما هو يصلي، إذ وثب عليه رجل، فطعنه بخنجر. قال حصين: وعمي أدرك ذاك، فيزعمون أن الطعنة وقعت في وركه، فمرض منها أشهرا، فقعد على المنبر، فقال: اتقوا الله فينا، فإنا أمراؤكم وأضيافكم الذي قال الله فينا. قال: فما أرى في المسجد إلا من يحن بكاء (2).
حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا سفيان، عن أبي موسى، سمع الحسن يقول: استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب مثل الجبال.
فقال عمرو بن العاص: إني لارى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها. فقال له معاوية - وكان والله خير الرجلين -: أي عمرو! إن قتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، من لي بأمور المسلمين، من لي بنسائهم، من لي بضيعتهم؟! فبعث إليهم برجلين من قريش، عبد الرحمن بن سمرة، وعبد الله بن عامر بن كريز، فقال: اذهبا إلى هذا الرجل فأعرضا عليه، وقولا له، واطلبا إليه، فأتياه. فقال لهما الحسن بن علي: إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها. قالا: فإنا نعرض عليك كذا وكذا، ونطلب إليك، ونسألك. قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن

(1) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 225.
(2) وأخرجه الطبراني (2761)، وأورده الهيثمي في " المجمع " 9 / 172، وقال: رجاله ثقات.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»