سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ١٩٩
وحديثها في الكتب الستة.
الواقدي، حدثنا عبد الحميد بن جعفر وآخر، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار، عن الربيع، قالت: أخذت طيبا من (أسماء بنت) مخربة (1)، أم أبي جهل، فقالت: اكتبي لي عليك، فقلت: نعم، أكتب على ربيع بنت معوذ، فقالت: حلقى (2)، وإنك لابنة قاتل سيده، قلت: بل ابنة قاتل عبده. قالت: والله لا أبيعك شيئا أبدا (3).
والربيع: هي والدة محمد بن إياس بن البكير (4).
قال حماد بن سلمة: عن خالد بن ذكوان، قال: دخلنا على الربيع بنت معوذ، فقالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عرسي، فقعد على موضع فراشي هذا، وعندنا جاريتان تضربان بدف، وتندبان آبائي الذين قتلوا يوم بدر، وقالتا فيما تقولان:
وفينا نبي يعلم ما في غد فقال: أما هذا فلا تقولاه (5).

(1) تحرفت في المطبوع إلى " مخرمة ".
(2) حلقى: دعاء عليها بأن تصاب بوجع في حلقها. ويقال للمرأة إذا كانت مؤذية مشؤومة: عقري حلقى.
(3) أورده الحافظ في " الإصابة " 4 / 232 في ترجمة أسماء بنت مخرية من طريق الواقدي، وانظر " الطبقات " 4 / 129 و 5 / 443، 444.
(4) ابن سعد 8 / 447.
(5) إسناده صحيح، أخرجه ابن سعد 8 / 447 من طريق موسى بن إسماعيل بهذا الاسناد، وأخرجه البخاري 9 / 174 في النكاح: باب ضرب الدف في النكاح والوليمة، من طريق مسدد، عن بشر بن المفضل، عن خالد بن ذكوان، عن الربيع.. وإنما أنكر عليها صلى الله عليه وسلم وصفها له بعلم الغيب، لأنه صفة تختص بالله سبحانه وتعالى كما قال جل شأنه: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله). وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله. ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخبر) وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخبر به من الغيوب إنما هو بإعلام الله تعالى إياه، لا أنه يستقل بعلم ذلك كما قال سبحانه (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول).
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»