سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٢٨٢
لها، فإنه لا قوم أحب إلى من أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك وكذبوه وأخرجوه. اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعلها لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة (1).
هشام: عن أبيه، عن عائشة قالت: رمى سعدا رجل من قريش يقال له:
حبان بن العرقة. فرماه في الأكحل، فضرب عليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خيمة في المسجد ليعوده من قريب. قالت: ثم إن كلمه تحجر للبرء. قالت: فدعا سعد، فقال في ذلك: وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فافجرها، واجعل موتتي فيها. فانفجر من لبته، فلم يرعهم إلا والدم يسيل. فقالوا: يا أهل الخيمة! ما هذا؟ فإذا جرحه يغذو. فمات منها.
متفق عليه (2) بأطول من هذا.
الليث: عن أبي الزبير، عن جابر قال: رمي سعد يوم الأحزاب، فقطعوا أكحله، فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بالنار، فانتفخت يده، فتركه، فنزفه الدم، فحسمه

(١) رجاله ثقات. وهو في " سيرة ابن هشام " ٢ / ٢٢٦، وأخرجه أحمد ٦ / ١٤١ من طريق: يزيد، عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده علقمة بن وقاص... بنحوه أطول مما هنا - وهذا سند حسن في الشواهد. وفي " الطبقات " لابن سعد ٣ / ٢ / ٣ " يدرك " بدل " يشهد "، وفي " أسد الغابة " ٣ / ٣٧٣ " يلحق " بدل " يشهد "، وفيها: " جمل "، وهو تصحيف. وفي " الإصابة " ٤ / ١٧١ " يلحق " بدل " يشهد ".
(٢) أخرجه مسلم (١٧٦٩) (٦٧) في الجهاد: باب جواز قتال من نقض العهد، والبخاري (463) و (3901) و (4117) و (4122) في المغازي: باب مرجع النبي، صلى الله عليه وسلم، من غزوة الأحزاب. والترمذي (1582) في السير: باب ما جاء في النزول على الحكم. وابن سعد 3 / 2 / 6 - 7.
وأخرجه مختصرا، أحمد 6 / 56، وأبو داود (3101) في الجنائز: باب في العيادة مرارا، والنسائي 2 / 45 في المساجد: باب ضرب الخباء في المساجد. ويغذو بغين وذال معجمتين:
يسل. والأكحل: عرق في وسط الذراع. واللبة: النحر.
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»