سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٢٦٥
الأعاجم إلى الزارة، فأتاهم العلاء، فنزل الخط على ساحل البحر، فقاتلهم، وحاصرهم إلى أن توفي الصديق. فطلب أهل الزارة الصلح فصالحهم، ثم قاتل أهل دارين، فقتل المقاتلة، وحوى الذراري. وبعث عرفجة إلى ساحل فارس، فقطع السفن، وافتتح جزيرة بأرض فارس واتخذ بها مسجدا (1).
مجالد: عن الشعبي أن عمر كتب إلى العلاء بن الحضرمي وهو بالبحرين أن سر إلى عتبة بن غزوان، فقد وليتك عمله، وظننت أنك أغنى منه، فاعرف له حقه. فخرج العلاء في رهط، منهم أبو هريرة، وأبو بكرة، فلما كانوا بنياس (2) مات العلاء.
وكان أبو هريرة يقول: رأيت من العلاء ثلاثة أشياء لا أزال أحبه أبدا: قطع البحر على فرسه يوم دارين (3). وقدم يريد البحرين، فدعا الله بالدهناء، فنبع لهم ماء فارتووا. ونسي رجل منهم بعض متاعه، فرد، فلقيه، ولم يجد الماء.

(١) ابن سعد ٤ / ٢ / ٧٧ - ٧٨ وقد سقط من المطبوع لفظة " أهل " قبل الزارة. وانظر " تاريخ خليفة " ص: (١١٦).
(٢) كذا الأصل. وفي ابن سعد ٤ / ٢ / ٧٨ - ٧٩ " فلما كانوا بلياس من الصعاب. والصعاب من أرض بني تميم، مات العلاء بن الحضرمي، فرجع أبو هريرة إلى البحرين... ".
(٣) دارين هي فرضة بالبحرين يجلب إليها المسك من الهند. والنسبة إليها داري. وقال ياقوت في " معجم البلدان ": وفي كتاب سيف: أن المسلمين اقتحموا إلى دارين البحر مع العلاء بن الحضرمي، فأجازوا ذلك الخليج بإذن الله جميعا يمشون على مثل رملة ميثاء فوقها ماء يغمر أخفاف الإبل، وإن ما بين دارين والساحل مسيرة يوم وليلة لسفر البحر في بعض الحالات، فالتقوا وقتلوا، وسبوا فبلغ منهم الفارس ستة آلاف، والراجل ألفين. فقال في ذلك عفيف بن المنذر:
ألم تر أن الله ذلل بحره وأنزل بالكفار إحدى الجلائل؟
دعونا الذي شق البحار، فجاءنا بأعجب من فلق البحار الأوائل انظر معجم البلدان ٢ / 432.
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»