سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة مقدمة الكتاب ٣٠
السبع، فوافق، وبدأ الذهبي بالقراءة، فقرأ عليه الفاتحة وآيات من البقرة والشيخ يرد الخلاف، ويرد رواية يعقوب وغيره، ولما ذكر له الذهبي أن قصده القراءة بالسبع حسب، تخيل الشيخ منه نقص المعرفة، وطلب منه أن يذهب إلى أحد تلامذته، قال الذهبي: " وزهدني فيه أني كنت لا أدخل عليه إلا بمشقة وأمنع، ويؤذن لي مرة، وأيضا فكنت لا أقرأ ربع حزب جمعا، حتى ينقطع صوتي لمكان صممه " فخاف الذهبي ضياع الوقت القصير، فتركه (1)، وذهب إلى الامام المقرئ صدر الدين أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الحليم بن عمران الدكالي المعروف بسحنون " 610 695 ه‍ (2) " وكان قد ضعف وأضر، فختم عليه بقراءتي ورش وحفص، في مدة أحد عشر يوما مع جماعة من رفاقه (3). وسمع بالإسكندرية من جملة من علمائها المتميزين (4) من أبرزهم: تاج الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد المحسن الهاشمي الحسيني الواسطي الغرافي ثم الإسكندراني " 628 704 ه‍ " شيخ دار الحديث النبيهية بالإسكندرية (5) كما رحل إلى بلبيس، وسمع بها (6). لقد كانت هذه الرحلة قصيرة، وكان الذهبي يجهد نفسه في قراءة أكبر كمية ممكنة على شيوخ تلك البلاد، فقد ذكر مثلا أنه قرأ جميع سيرة ابن هشام على شيخه أبي المعالي الأبرقوهي في سنة أيام فقط (7).

(١) الذهبي: " طبقات القراء "، ص ٥٥٨، و " معجم الشيوخ "، م ٢ الورقة ٨٤.
(٢) الذهبي، " معجم الشيوخ "، م ١ الورقة ٧٣.
(٣) الذهبي: " تاريخ الاسلام "، الورقة ٢٤٧ (أيا صوفيا ٣٠١٤) و " معرفة القراء " ص ٥٥٥.
(٤) انظر مثلا " معجم الشيوخ "، م ١ الورقة ٢١، ٢٢، ٧٥، ٨٦، م ٢ الورقة ١٧، ٦٠، ٧٤، ٨٣، ٨٥.
(٥) الذهبي: " معجم الشيوخ "، م ٢ الورقة ٢ ٣، و " ذيل العبر "، ص ٢٨ ٣ "، الحسيني:
" ذيل تذكرة الحفاظ "، ص ٩٤، ابن حجر: " الدرر "، ج 3 ص 85 86، المقريزي: " السلوك "، 2 / ص 13. وانظر أيضا: السبكي: " طبقات "، 9 / 102.
(6) الصفدي: " الوافي "، 2 / 164.
(7) الذهبي: " تاريخ الاسلام "، الورقة 135 (أيا صوفيا 3007).
(مقدمة الكتاب ٣٠)