تهذيب الكمال - المزي - ج ٤ - الصفحة ٦٧
الليث من يمنع حافات الدار * ولا يزال مصلتا دون الجار إلا فتى أورع غير غدار فقال له بسر: ثكلتك أمك، والله ما أردنا قتلك، فلم عرضت نفسك للقتل؟ فقال: أقتل دون جاري. فعسى أعذر عند الله وعند الناس، فضرب بسيفه حتى قيل: وقدم بسر الغلامين فذبحهما ذبحا. فخرجن نسوة من بني كنانة، فقالت منهن قائلة: يا هذا، هذا الرجال قتلت، فعلام تقتل الوالدان؟ والله ما كانوا يقتلون في جاهلية ولا إسلام، والله إن سلطانا لا يقوم إلا بقتل الضرع (1).
الصغير، والمدره (2) الكبير، ويرفع الرحمة وعقوق الأرحام، لسلطان سوء، فقال لها بسر: والله لهممت أن أضع فيكن السيف، فقالت له: تالله إنها لاخت التي صنعت، وما أنا لها منك بآمنة، ثم قالت للنساء اللاتي حولها: ويحكن تفرقن، فقالت جويرية أم الغلامين امرأة عبيد الله بن العباس تبكيهما، وذكرت هذه الأبيات بعينها. أو نحوهما.
قال هشام ابن الكلبي: من قال: إن أمهما عائشة بنت عبد الله ابن عبد المدان بن الديان. فقد أخطأ، لم تلد عائشة الحارثية إلا ابنه العباس. وابنته العالية.
وقال يعقوب بن سفيان (3): حدثنا العباس بن الوليد بن

(1) الضرع: الصغير من كل شئ وقيل: الصغير السن الضعيف الضاوي: النحيف.
(2) المدرة: السيد الشريف، والمقدم في اللسان واليد عند الخصومة والقتال.
(3) المعرفة: 3 / 327 - 328 وهي ضمن القسم الضائع من الكتاب وقد ألحقها محققه الفاضل من تاريخ دمشق لابن عساكر (10 / 13 - 14) ولعل المزي نقلها من ابن عساكر أيضا، على عادته
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»