تهذيب الكمال - المزي - ج ٤ - الصفحة ٥٦٩
الله صلى الله عليه وسلم: " الصائم المتطوع أمير نفسه، أو أمين نفسه، إن شاء صام، وإن شاء (1) أفطر " (2). قال شعبة: فقلت لجعدة: سمعت أنت من أم هانئ؟ قال: أخبرنيه أبو صالح، مولى أم هانئ، وأهلنا عن أم هانئ. قال أبو داود: ليس لشعبة عنه غيره.
قال الدارقطني: هذا حديث غريب، من حديث شعبة عن سماك بن حرب عن ابن أم هانئ.
رواه الترمذي، عن محمود بن غيلان. ورواه النسائي، عن أبي موسى محمد بن المثنى، كلاهما عن أبي داود الطيالسي، نحوه. وليس في حديث محمود بن غيلان قول شعبة لجعدة.

(1) شطح قلم ابن المهندس فكتب: " وإن صام "، وليس بشئ.
(2) قال شعيب: ابن أم هانئ مجهول، وهو في سنن الترمذي (731) في الصوم: باب ما جاء في إفطار الصائم المتطوع، ومسند الطيالسي 1 / 191. وأخرجه الحاكم 1 / 439 البيهقي 4 / 276 والدار قطني ص: 235 من طريق سماك بن حرب عن أبي صالح عن أم هانئ مرفوعا. قال الحاكم: صحيح الاسناد، ووافقه الذهبي، وليس كما قالا، فإن أبا صالح - وهو باذام مولى أم هانئ - ضعيف ومدلس كما مر في هذا الكتاب، وقد التبس أمره على صاحب آداب الزفاف 74 فظنه أبا صالح السمان الثقة فوافق الحاكم والذهبي على تصحيحه فأخطأ. وأخرجه أبو داود الطيالسي 1 / 191 وأحمد 6 / 341 من حديث شعبة عن جعدة عن أم هانئ، به. وأخرجه أبو داود (2456) من طريق يزيد بن أبي زياد - وهو ضعيف - عن عبد الله ابن الحارث عن أم هانئ. وقال ابن التركماني في " الجوهر النقي ": 4 / 278: هذا الحديث مضطرب سندا ومتنا، أما اضطراب متنه فظاهر، وقد ذكر فيه أنه كان يوم الفتح، وهي أسلمت عام الفتح، وكان الفتح في رمضان، فكيف يلزمها قضاؤه، وأما اضطراب سنده فاختلف على سماك فيه، فتارة رواه عن أبي صالح، وتارة عن جعدة، وتارة عن هارون... إلى آخر ما قال.... وفي تلخيص الحافظ ابن حجر 2 / 111:
ومما يدل على غلط سماك فيه أنه قال في بعض الروايات عنه: إن ذلك كان يوم الفتح، وهي عند النسائي والطبراني، ويوم الفتح كان في رمضان، فكيف يتصور قضاء رمضان في رمضان؟!
(٥٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 560 561 562 563 564 565 566 567 568 569 570 » »»