تهذيب الكمال - المزي - ج ٤ - الصفحة ٤٢٥
الحلبي، حدثنا أصحابنا قالوا: لقي ثور الأوزاعي فمد إليه ثور يده، فأبى الأوزاعي أن يمد يده إليه، وقال: يا ثور لو كانت الدنيا، كانت المقاربة، ولكنه الدين! يقول: لأنه كان قدريا.
وقال أبو مسهر: حدثنا أبو مسلم الفزاري، قال: ما سمعت الأوزاعي يقول في أحد من الناس إلا في ثور بن يزيد ومحمد بن إسحاق، قال: وقلت له يا أبا عمرو حدثنا ثور بن يزيد، قال:
فغضب علي غضبة ما رأيت مثلها، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ستة لعنتهم فلعنهم الله وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله " (1) ثور بن يزيد، أحدهم تأخذ دينك عنه؟ وأما محمد بن إسحاق فكان يرى الاعتزال، قال: فجئت إلى كتابي الذي سمعته من ثور ومحمد بن إسحاق فألقيته في التنور.
وقال أبو مسهر أيضا: حدثني سلمة ابن العيار قال: كان الأوزاعي يسئ القول في ثلاثة: في ثور بن يزيد، ومحمد بن إسحاق، وزرعة بن إبراهيم.
وقال علي بن عياش، عن إسماعيل بن عياش: قال لنا عطاء الخراساني: لا تجالسوا ثور بن يزيد، يعني: انه كان قدريا.

(1) قال شعيب: وتمامه " والمتسلط بالجبروت يذل من أعز الله ويعز من أذل الله، والمستحل لحرم الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والتارك لسنتي " - أخرجه الترمذي (2154) في القدر، وابن حبان (52)، والحاكم 1 / 36، 2 / 552، 4 / 90، وابن أبي عاصم في السنة، رقم (44)، و (337) من طرق عن عبد الرحمان بن أبي الموال المزني، عن عبيد الله بن عبد الرحمان بن موهب، عن عمرة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله...، وعبيد الله بن عبد الرحمان بن موهب فيه كلام، وباقي رجاله ثقات.
وقال الترمذي بعد أن أخرجه: هكذا روى عبد الرحمان بن أبي الموال هذا الحديث عن عبيد الله بن عبد الرحمان بن موهب عن عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه سفيان الثوري وحفص بن غياث وغير واحد عن عبيد الله بن عبد الرحمان بن موهب، عن علي بن حسين، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وهذا أصح.
(٤٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 ... » »»