تهذيب الكمال - المزي - ج ٣ - الصفحة ٩٧
الثوري، وشعبة بن الحجاج، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (ق).
روى عنه: إبراهيم بن أبي يوسف المكي، وإسماعيل بن علي الشعيري، وعيسى بن موسى غنجار، ومحمد بن الحسين البرجلاني، ومسعود بن جويرية الموصلي، ونائل بن نجيح (ق).
قال أبو أحمد بن عدي (1): أظنه كوفيا، منكر الحديث، عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه، إما إسنادا وإما متنا.
روى له ابن ماجة حديثه عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، " نهى أن يلبس السلاح في بلاد الاسلام في العيدين إلا أن يكون بحضرة العدو " (2).

(١) الكامل: ٢ / الورقة: ١١٧ - ١١٨.
(٢) كتاب الصلاة، باب ما جاء في لبس السلاح في يوم العيد (حديث: ١٣١٤) وإسناده ضعيف، ولكن قال السندي: وذكر البخاري في صحيحه: قال الحسن البصري: نهوا أن يحملوا السلاح يوم عيد إلا أن يخافوا عدوا، وذكر حديث ابن عمر أنه قال للحجاج: حملت السلاح في يوم لم يكن يحمل فيه، وقال العيني في " عمدة القاري ": وروى عبد الرزاق باسناد مرسل، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا بالسلاح يوم العيد. وهذا يدل على أن للحديث أصلا وإن كان هذا الاسناد ضعيفا.
ويلاحظ أن الذي وقع في سند هذا الحديث من سنن ابن ماجة هو " إسماعيل بن زياد " غير منسوب وبلفظ الاسم لا الكنية. قال الحافظ ابن حجر في زياداته على التهذيب: وقد فرق الخطيب بين إسماعيل بن زياد وبين إسماعيل بن أبي زياد قاضي الموصل، وبين أن قاضي الموصل قيل فيه أيضا: ابن زياد، والصواب بلفظ الكنية. وقد ذكر الدارقطني أن اسم أبي زياد: مسلم (وسيأتي ذلك عند الكلام على إسماعيل بن مسلم). وذكر الخطيب أن الأزدي قال في قاضي الموصل: أنه إسماعيل بن أبي زياد، يروي عن نصر بن طريق، وضعفه. وساق الخطيب من طريق مسعود بن جويرية الموصلي عن إسماعيل بن زياد قاضي الموصل: حدثنا عن شعبة وروح بن مسافر. كذا وقع ابن زياد. ثم ترجم لقاضي الموصل بأنه ابن أبي زياد وأنه شامي سكن خراسان، وسيأتي من كلام المزي أنه السكوني. وكلام ابن عدي إنما ذكره في قاضي الموصل وذكر الاختلاف في اسم أبيه وساق له الحديث الذي أخرجه ابن ماجة، وقال فيه " إسماعيل بن زياد " كما وقع عند ابن ماجة. أما أبو عروبة فقال: " إسماعيل بن أبي زياد ". وهو الراجح.
وذكر ابن حبان إسماعيل بن زياد فقال: " شيخ دجال لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. روى عن غالب القطان عن المقبري عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أبغض الكلام إلى الله الفارسية، وكلام الشياطين الخوزية وكلام أهل النار البخاري، وكلام أهل الجنة العربية. رواه عنه أبو عصمة بن عبد الله البلخي. وهذا موضوع لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبو هريرة حدث به، ولا المقبري رواه، وغالب القطان ذكره بهذا الاسناد " (المجروحين: ١ / ١٢٩ وتابعه الذهبي في الميزان: ١ / ٢٣٠). قال الحافظ ابن حجر معقبا على ابن حبان: كذا قال واتهم به إسماعيل هذا، وإسماعيل هذا بلخي من شيوخ البخاري خارج الصحيح، ذكره الخطيب فقال: روى عن حسين الجعفي، وزيد بن الحباب. ثم أسند من طريق " التاريخ الكبير " للبخاري قال: حدثنا إسماعيل بن زيد أبو إسحاق البلخي، حدثنا حسين الجعفي، فذكر حديثا موقوفا على علي رضي الله عنه في زكاة الركاز. وقال البخاري في تاريخه: " إسماعيل بن زياد أبو إسحاق البلخي سمع زيد بن حباب، مات سنة ست وأربعين ومئتين " (١ / ١ / ٣٥٥). قال ابن حجر: فلعل الآفة في الحديث ممن دون البلخي، وهذا دون طبقة قاضي الموصل (تهذيب: ١ / ٣٠٠).
قلت: قد اضطربت كتب الضعفاء فيمن اسمه إسماعيل بن زياد، وإسماعيل بن أبي زياد لما في أكثرهم من جهالة (انظر الميزان: ١ / ٢٣٠ - ٢٣١). وقد ذكرت كتب الشيعة أن إسماعيل ابن أبي زياد السكوني، هو إسماعيل بن مسلم وأنه يعرف بالشعيري، ووثقوه (انظر معجم رجال الحديث: ٣ / 102 - 106، 179 - 180)، وانظر بعد كلامنا على " إسماعيل بن مسلم ".
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»