تهذيب الكمال - المزي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٥
فأكثر الله مالي، حتى إن لي كرما يحمل في السنة مرتين، وولد لصلبي مئة وستة أولاد (1).
وقال ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أم سليم، فأتته بتمر وسمن، وكان صائما. فقال:
أعيدوا تمركم في وعائه، سمنكم في سقائه "، ثم قام إلى ناحية البيت، فصلى ركعتين، وصلينا معه، ثم دعا لام سليم. ولأهلها بخير، فقالت أم سليم: يا رسول الله، إن لي خويصة، قال: ما هي؟ قالت: خادمك أنس. قال: فما ترك خير آخرة ولا دنيا، إلا دعا لي به، وقال: " اللهم ارزقه مالا وولدا، وبارك له فيه ". قال: فما من الأنصار انسان أكثر مالا مني، وذكر أنه لا يملك ذهبا ولا فضة غير خاتمه، قال: وذكر أن ابنته الكبرى أمينة. أخبرته: أنه دفن من صلبه إلى مقدم الحجاج نيف على عشرين ومئة (2).
أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري، وأبو الغنائم بن علان، وغير واحد، قالوا: أخبرنا حنبل بن عبد الله، قال: أخبرنا أبو القاسم ابن الحصين، قال أخبرنا أبو علي بن المذهب قال: أخبرنا أبو معمر ابن مالك القطيعي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال حدثني أبي قال: حدثنا ابن أبي عدي، فذكره.
وقال محمد بن عبد الله الأنصاري (3): حدثنا أبي، عن جميلة

(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (3 / الورقة: 80)، وسنده حسن. وعن حمل كرم أنس في السنة مرتين انظر ابن سعد (7 / 12). وفي حديث سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن أنس: " وقد دفنت من صلبي مئة غير اثنين - أو قال: مئة واثنين - وإن ثمرتي لتحمل في السنة مرتين، ولقد بقيت حتى سئمت الحياة " (ابن سعد: 7 / 1 / 12).
(2) أخرجه البخاري في الصوم (4 / 198 - 199) من طريق محمد بن المثنى عن خالد بن الحارث، عن حميد، عن أنس. وانظر: المعرفة ليعقوب (2 / 532).
(3) انظر تاريخ ابن عساكر.
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»