تهذيب الكمال - المزي - ج ٣ - الصفحة ١١٨
" رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فخلل لحيته " (1). ومنها: حديثه عن عبيد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل، بن أبي بن كعب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم، غير فخر " (2). ومنها: حديثه عنه بهذا الاسناد: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جذع إذ كان المسجد عريشا، وكان يخطب إلى ذلك الجذع (3)... الحديث بطوله.
وقد ذكر أبو القاسم هذين الحديثين في " الموافقات " في ترجمة إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي.
وذكر أبو يعلى في " معجم شيوخه " إسماعيل بن عبد الله بن خالد القرشي، ولم يذكر فيه إسماعيل بن عبد الله بن زرارة.
فتبين بما ذكرنا أن الذي روى عنه ابن ماجة، إنما هو القرشي، وليس بابن زرارة، وأن أبا القاسم واهم في ذلك على كل تقدير، لان الذي روى عنه ابن ماجة إن كان القرشي فقد وهم، إذ ترجم له بابن زرارة، وإن كان ابن زرارة، فقد وهم في ذكره

(١) كتاب الطهارة، باب ما جاء في تخليل اللحية (حديث: ٤٣٣).
قال شعيب: وإسناده ضعيف، لضعف واصل بن السائب الرقاشي أحد رواته وكذا شيخه فيه وهو أبو سورة ابن أخي أبي أيوب، لكن تخليل اللحية ثبت من حديث عثمان رضي الله عنه عند الترمذي (٣١) وابن الجاورد ص (٤٣) وابن ماجة (٤٣٠)، وصححه الترمذي، وابن خزيمة (١٥١) وابن حبان (١٥٤) والحاكم ١ / ١٤٩، وله شاهد من حديث انس بسند حسن عند أبي داود (١٤٥) والبيهقي ١ / / ٥٤ (٢) كتاب الزهد، باب ذكر الشفاعة (حديث ٤٣١٤). قال شعيب: وهو حديث حسن أخرجه أحمد ٥ / ١٣٧ و ١٣٨، والترمذي (٣٦١٣) في أول المناقب، والحاكم في " المستدرك ".
(3) كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء في بدء شأن المنبر (حديث 1414) وقد مر الحديث في هذا الكتاب (1 / 235)، وخرجه هناك صديقنا العلامة الشيخ شعيب الأرنؤوط حفظه الله تعالى.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»