تهذيب الكمال - المزي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٤
الجهمية ": حدثني عيسى ابن ابنة إبراهيم بن طهمان، قال: كان إبراهيم بن يوسف شيخا جليلا من أصحاب الرأي، طلب الحديث، بعد أن تفقه في مذهبهم، فأدرك ابن عيينة ووكيعا، فسمعت محمد ابن محمد بن الصديق يقول: سمعت إبراهيم بن يوسف البلخي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال: مخلوق، فهو كافر بانت منه امرأته، لا يصلى خلفه، ولا يصلى عليه إذا مات، ومن وقف، فهو عندنا جهمي.
وقال الحافظ أبو يعلى الخليلي (1): روى عن مالك حديثه عن نافع عن ابن عمر: " كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام " (2)، ولم يسمع منه غيره، وذلك أنه دخل عليه ليسمع منه وقتيبة حاضر، فقال لمالك: إن هذا يرى الارجاء فأمر أن يقام من المجلس. ولم يسمع منه غير هذا الحديث، ووقع له بهذا مع قتيبة عداوة فأخرجه من بلخ، فنزل بغلان، وكان بها إلى أن مات.
قال أبو حاتم بن حبان (3): مات سنة أربعين (4) في أولها،

(١) الارشاد في معرفة علماء البلاد، الورقة: ٢٥، ١٩١ من انتخاب السلفي. وما هنا فيه بعض تقديم وتأخير.
(٢) وقال الخليلي: " وروى هذا عن إبراهيم جماعة منهم من يوقفه ومنهم من يسنده، والصحيح الموقوف من حديث مالك ". قلت (القائل شعيب): لكنه ثبت مسندا عن غير مالك، فقد أخرجه مسلم (٢٠٠٣) في الأشربة: باب بيان أن كل مسكر خمر، وأبو داود (٣٦٧٩) عن حماد، والترمذي (١٨٦١)، والنسائي ٨ / ٣٩٦، وأحمد ٢ / ٩٨ من طرق عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام "، وأخرجه أيضا مسلم وأحمد ٢ / ١٦ و ٢٩ من رواية موسى بن عقبة، وعبيد الله بن عمر كلاهما عن نافع به (ش).
(٣) ترتيب الثقات: ١ / الورقة: 21.
(4) هكذا في أصل المؤلف والنسخ الأخرى والكتب التي اختصرت التهذيب. والذي وجدته في (ثقات) ابن حبان: " إحدى وأربعين " ويؤيده ما نقل العلامة مغلطاي قال: " قال ابن حبان:
مات سنة إحدى وأربعين في أولها " (إكمال: 1 / الورقة: 79).
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»