أبو العز الشيباني، عن أبي اليمن الكندي، عن أبي منصور القزاز، عن أبي بكر الخطيب، كلاهما عن أبي نعيم الحافظ، عنه، حدثنا محمد ابن الحسين الأنماطي: قال: كنا في مجلس فيه يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب وجماعة من كبار العلماء، فجعلوا يثنون على أحمد بن حنبل، ويذكرون فضائله، فقال رجل: لا تكثروا، بعض هذا القول، فقال يحيى بن معين: وكثرة الثناء على أحمد بن حنبل تستنكر؟! لو جلسنا مجلسنا بالثناء عليه، ما ذكرنا فضائله بكمالها.
وقال عباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول وذكروا أحمد بن حنبل فقال يحيى: أراد الناس منا أن نكون مثل أحمد ابن حنبل! لا والله ما نقوى على ما يقوى عليه أحمد بن حنبل، ولا على طريقة أحمد.
وقال عبد الرحمان بن أبي حاتم عن علي بن الحسين بن الجنيد الرازي: سمعت أبا جعفر النفيلي يقول: كان أحمد بن حنبل من أعلام الدين.
وقال صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، عن أبيه:
وأحمد بن حنبل يكنى أبا عبد الله، سدوسي من أنفسهم بصري من أهل خراسان، ولد ببغداد، ونشأ بها، ثقة، ثبت في الحديث، نزه النفس، فقيه في الحديث، متبع، يتبع الآثار، صاحب سنة وخير.
وقال أبو بكر المروذي: حضرت أبا ثور وقد سئل عن مسألة فقال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل شيخنا وإمامنا فيها كذا وكذا.
وقال الحسين بن محمد بن حاتم المعروف بعبيد العجل، عن مهنا بن يحيى الشامي: ما رأيت أحدا أجمع لكل خير من أحمد بن حنبل، ولقد رأيت سفيان بن عيينة، ووكيعا، وعبد الرزاق، وبقية بن الوليد، وضمرة بن ربيعة، وكثيرا من العلماء، فما رأيت مثل أحمد بن