تهذيب الكمال - المزي - ج ١ - الصفحة ٣٣٨
وسمعت قوما ينكرون عليه كتاب " الخصائص " لعلي رضي الله عنه وتركه لتصنيف فضائل أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ولم يكن في ذلك الوقت صنفها، فحكيت له ما سمعت، فقال: دخلنا إلى دمشق والمنحرف عن علي بها كثير، فصنفت كتاب " الخصائص " رجاء أن يهديهم الله. ثم صنف بعد ذلك فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأها على الناس، وقيل له وأنا حاضر: ألا تخرج فضائل معاوية؟
فقال: أي شئ أخرج؟! " اللهم لا تشبع بطنه "! (1) وسكت وسكت السائل.
وقال أبو بكر ابن المأمون أيضا: سمعت أبا بكر (2) ابن الإمام الدمياطي يقول لابي عبد الرحمان النسائي: ولدت في سنة أربع عشرة يعني ومئتين ففي أي سنة ولدت يا أبا عبد الرحمان؟ فقال أبو عبد الرحمان. يشبه أن يكون في سنة خمس عشرة ومئتين، لان رحلتي الأولى إلى قتيبة كانت في سنة ثلاثين ومئتين، أقمت عنده سنة وشهرين.
وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: سمعت علي بن عمر (3) يقول: كان أبو عبد الرحمان النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار، وأعلمهم بالرجال، فلما بلغ

(1) أخرجه مسلم في " صحيحه " (2604) في البر والصلة: باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة، من طريق شعبة، عن أبي حمزة القصاب، عن ابن عباس قال:
كنت ألعب مع الصبيان، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتواريت خلف باب، قال: فجاء فحطأني حطأة، وقال اذهب:
وادع لي معاوية، قال: فجئت، فقلت: هو يأكل، قال: ثم قال لي: اذهب فادع لي معاوية، قال فجئت فقلت:
هو يأكل، فقال: لا أشبع الله بطنه "، وأخرجه أبو داود الطيالسي في " مسنده " (2746) من طريق هشام وأبي عوانة، عن أبي حمزة القصاب، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى معاوية ليكتب له، فقال: إنه يأكل، ثم بعث إليه فقال: إنه يأكل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا أشبع الله بطنه "، وهو في " المسند " 1 / 240، 291، 335، 338، من طريق شعبة وأبي عوانة، عن أبي حمزة به، دون قوله: لا أشبع الله بطنه، وزاد في رواية، وكان كاتبه (ش).
(2) في حواشي النسخ من قول المؤلف: " هو محمد بن جعفر بن محمد البغدادي نزيل دمياط ".
(3) يعني الدارقطني.
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»