تهذيب الكمال - المزي - ج ١ - الصفحة ١٨٧
أحمد المرادي، أخبرنا فقيه الحرم أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي. قال القاضي أبو القاسم: وأنبأنا أبو عبد الله الفراوي هذا وأبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري إذنا، قالا:
أخبرنا الامام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول: قال الخليل بن أحمد: خمسة من الأنبياء ذوو اسمين اسمين: محمد وأحمد نبينا صلى الله عليه وسلم، وعيسى والمسيح عليه السلام، وإسرائيل ويعقوب صلى الله عليه، ويونس وذو النون صلى الله عليه وإلياس وذو الكفل صلى الله عليه. قال أبو زكريا: ولنبينا صلى الله عليه وسلم خمسة أسماء في القرآن: محمد وأحمد وعبد الله وطه ويس. قال الله عز وجل في ذكر محمد صلى الله عليه وسلم: * (محمد رسول الله) * (1)، وقال: * (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) * (2)، وقال الله تعالى في ذكر عبد الله: * (وأنه لما قام عبد الله (يعني النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن) يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا) * (3). وإنما كانوا يقعون بعضهم على بعض كما أن اللبد متخذ من الصوف فيوضع بعضه على بعض فيصير لبدا. وقال عز وجل: * (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) * (4)، والقرآن إنما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيره، وقال الله عز وجل: * (يس) * (5) يعني يا

(١) سورة الفتح، الآية: ٢٩. وقلنا: ومنها أيضا: " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " (آل عمران: ١٤٤)، و * (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله) * (الأحزاب: ٤٠)، و * (وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم) * (محمد: ٢).
(٢) سورة الصف، الآية: ٦.
(٣) سورة الجن، الآية: ١٩.
(٤) طه: ١ 2. وقال الامام الذهبي: " وقيل: طه لغة لعك، أي يا رجل، فإذا قلت لعكي: يا رجل، لم يلتفت، فإذا قلت له: طه، التفت إليك ". نقل هذا ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. والكلبي متروك.
فعلى هذا القول لا يكون طه من أسمائه. (تاريخ الاسلام: 2 / 10).
(5) سورة يس، الآية: 1.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»